حتى الآثار لم تفلت من معاول تخريبهم *
بقلم مهدي قاسم
بعدما قامت أحزاب الإسلام السياسي حتى الآن بلصوصية منقطعة النظير عبر عملية النهب المنظم للمال العام مدعومة بفتوى دينية مفادها ” أن المال العام مالكه مجهول ” فسرقوا مئات مليارات دولار ، فضلا عن مصادرة أو احتلال عقارات الدولة من قصور و فلل وبيوت فخمة ،( وهي أمور باتت معروفة لغالبية العراقيين ) ، فها أن بعضا من هؤلاء الساسة والمسؤولين الفاسدين من خدام المصالح الأجنبية في العراق ، يوجّه أنظاره نحو ماتبقى من التراث الحضاري ، للتصرف به هبة و إهداء لممثلي النظام الإيراني وكأنها متوارثة من ممتلكات جدهم الثالث *..
فيبدو إن هؤلاء ، و بعدما شبعوا سرقة و ثراء فاحشا و تبذيرا فادحا للمال العام و تدميرا الزراعة والصناعة والتربية والتعليم والصحة والقيم الاجتماعية والأخلاقية ، وجعلوا من الدولة العراقية هيكلا كارتونيا متداعيا رثا ، لا سيادة ولا اعتبار ، فلكي يوغلوا في عمليات تدميرهم وتخريبهم في كل النواحي والمجالات الحيوية والمهمة ، فتذكروا وجود الآثار العريقة الذي بات هو الوحيد الذي يدل على وجود حضارة عراقية غابرة وذات قيمة واعتبار تاريخيين ، إذن فلا بد من طمس هذه الآثار أيضا من خلال متاجرة بها أو إهداء لها ، يقوم بها كل من هب ودب من سقط متاع مضحك و بائس من مسؤولي و سياسيي الصدفة اللعينة ، لتكمل صورة التخريب وهي تأخذ طابعها النهائي والكامل ..
فربما آنذاك فقط سيرضى عنهم النظام الإيراني وهو يربت على أكتافهم ليقول لهم بنبرة قبول و رضا السيد الآمر والناهي :
ــ عفية اتباعي وخدمي المطيعين ما قصرت معاولكم في تخريب وتدمير العراق انتقاما وثأرا لنا ..
………. بالمناسبة ………………
نحن لم نسمع ولا قرأنا ، فيما إذا ثمة مسؤول كبير أو صغير في أية دولة أخرى في العالم قد قام بإهداء قطعة أثار تاريخية مهمة من آثار بلده ، فمثل هذه القطع الأثرية لا تُهدى ولا تُهب إنما تُصان في متحف رسمي ومحروس ومعتني به جيدا لتتطلع عليها الأجيال القادمة بكل افتخار و اعتزاز ..
*( مسؤول في بابل يمنح محافظا إيرانيا “تمثال بابلي أصلي” كهدية
كشفت صحيفة طهران تايمز شبه الحكومية الإيرانية الرسمية، عن حصول محافظ ولاية غرب عيلام الإيرانية حسين بهرمانية، على تماثل “اصلي” يعود الى الحقبة البابلية التاريخية كهدية، قدمت له من مسؤول محلي في محافظة بابل.
وقالت الصحيفة خلال تقريرها الذي ترجمته (بغداد اليوم)، ان بهرمانية وخلال الزيارة التي قام بها الى محافظة بابل، ووقع خلالها مذكرة تفاهم مع حكومة المحافظة المحلية لــ “تطوير السياحة بين المحافظتين”، حصل على “تمثال اثري يعود الى الحقبة البابلية” كهدية.
وبينت الصحيفة، ان مدير منظمة الاثار التابعة لمحافظة بابل حسين فالح، قدم التمثال البابلي الى المحافظ الإيراني مشيرا عبرها الى الرابط التاريخي الذي يجمع بين العراق وايران ومنذ الحضارات القديمة قبل الميلاد، على حد وصف الصحيفة ) ـــ نقلا عن صحيفة صوت العراق .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط