إيران تستخدم شاحنات عراقية لنقل الأسلحة إلى سوريا وحزب الله اللبناني


مسؤول من سلطات الحدود: الشاحنات التي قصفت داخل سوريا عراقية لكنها لا تحمل أي بضائع عراقية باعتبار أنّ بلاده لا تصدّر منتجات إلى أي بلد عربي.

توالت الرسائل السياسية والعسكرية الدولية إلى إيران وأذرعها من الميليشيات في العراق وسوريا، بعد فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على الحرس الإيراني.
وقُتل ثلاثة أشخاص بينهم قيادي في ميليشيا موالية لطهران، جراء ضربات نفذتها طائرة مسيّرة الإثنين في شرق سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه في غضون 24 ساعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعد المنطقة الحدودية بين شرق سوريا والعراق من أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، وبينها ميليشيات عراقية. وتعرضت على مر السنوات شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات إلى ضربات جوية، بينها ما أعلنت عنه واشنطن وأخرى نُسبت إلى إسرائيل.
ودفعت ميليشيا الحشد بعددٍ من الفصائل والألوية نحو المناطق الحدودية الغربية من الأنبار على الحدود السورية لفتح طريق آمن لها لتجارة مخدرات الكبتاغون القادمة من سوريا ومن مصانع حزب الله في لبنان، فضلا عن تهريب الأسلحة من إيران للميليشيات في داخل سوريا وحزب الله اللبناني.
كما تهدف العملية إلى أن يصبح العراق طريقًا آمنًا لنقل الأسلحة ونشر وتوزيع المخدرات داخل العراق وتصديرها إلى الدول المجاورة.
وغداة استهداف طائرات مسيّرة قافلة شاحنات في ريف البوكمال، بعد عبورها من العراق، ما أوقع سبعة قتلى من الميليشيات الموالية لطهران، وفق المرصد، استهدفت طائرة مسيّرة صباح الاثنين سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته.
وأدى القصف إلى “مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية”، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف ليلاً، بحسب المصدر ذاته.
ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى في الهجومين ولا هوية الجهات التي نفذتهما. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته حتى اللحظة.
وطالت الضربات ليلاً ست شاحنات تبريد فور دخولها من العراق، وكانت تقل أسلحة إيرانية وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب المرصد، دخلت قافلتان مماثلتان على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، لافتاً إلى نقلها “أسلحة متطورة” الى مجموعات موالية لطهران.
وقال الناشط عمر أبو ليلى الذي يوثق الأوضاع في دير الزور عبر شبكة “دير الزور 24” الإخبارية إن الغارات استهدفت كذلك “مقرات لمجموعات موالية لطهران”، لافتاً إلى “دمار كبير في الأماكن المستهدفة”.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق، لكنّ إذاعة “شام إف إم” المحلية المقربة منها ذكرت أن طيراناً “مجهول الهوية استهدف بعدد من الغارات ست شاحنات تبريد” أثناء توقفها شرق البوكمال “بعد اجتياز البوابة الحدودية المشتركة مع العراق”.
وفي العراق، أكد مسؤول من سلطات الحدود لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ “الشاحنات التي قصفت داخل سوريا عراقية لكنها لا تحمل أي بضائع عراقية” باعتبار أنّ بلاده لا تصدّر منتجات إلى أي بلد عربي.
وقال إنّ “الشاحنات تقلّ بضائع إيرانية باتجاه سوريا وقد عبرت من منافذ غير رسمية”، مرجحاً استخدام شاحنات عراقية عوض الإيرانية لتلافي تعرّضها للقصف.
وتعدّ إيران داعماً رئيسياً لدمشق. وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.
ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات النظام وميليشيات إيرانية ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما تسيطر قوات سوريا الديموقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
ويقدّر المرصد انتشار نحو 15 ألف مقاتل من القوات الإيرانية من المجموعات الموالية لها في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين.
وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات مماثلة، استهدفت إحداها في تشرين الثاني قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة بعد عبورها من العراق. وأسفر القصف الذي أعلنت “إسرائيل” مسؤوليتها عنه لاحقاً، عن مقتل 14 مقاتلاً موالين لطهران.
ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله. ونادراً ما تؤكّد تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وأقر التحالف الدولي مراراً بتنفيذه ضربات ضد مقاتلين موالين لطهران.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here