بيان مدرسة الإمام الخالصي إلى أبناء العراق والأمة وإلى أبناء الكاظمية والاعظمية وبغداد خاصة

بعد ان وصل الوضع العام في العراق والمنطقة إلى مراحل الصدام المباشر، وظهر الحقد على امتنا وديننا وعقيدتنا، حيث وصل الامر إلى حد الجرأة على حرق كتاب الله تعالى فضلاً عن استمرار المخطط التدميري على العراق، امنياً واخلاقياً وسياسياً واقتصادياً، يظهر اثرها على عموم شعبنا العراقي ومن خلال تحول الفساد المهلك الذي يدمر امكانيات العراق ويسوق مصيره الى المجهول، ولذلك ظهرت الدعوة وتبلورت افكار ومشروع انقاذ العراق من ازمته المعاصرة من خلال عمل جماهيري وطني سلمي منظم، وكانت هنالك خطوات اولى لزيادة الوعي وكسر طوق الصمت الملقى على شعبنا ليستمر في التيه والمجهول.

وكانت مسيرة يوم الجمعة 27/1/2023م تقدم مرحلة جديدة في تحرك الشارع العراقي للاحتجاج على جريمة حرق القرآن في اوروبا، وعلى جرائم الكيان الصهيوني المتصاعد في فلسطين، وعلى الاوضاع الداخلية في العراق، وخرجت الجماهير بعد صلاة الجمعة، وكانت مسيرة مميزة شارك فيها ابناء العراق وبشعارات واضحة جلية، وجاء ابناء بغداد من اطيافهم ومناطقهم المختلفة لتؤكد وحدة العراق والشعب، ولكن المفارقة اننا وجدنا الكثير من ابناء العراق في مدينة الكاظمية المقدسة وغيرها يقفون حيارى ومترددين امام المسيرة الكبيرة وكأنهم لا ينتمون الى هذه الأمة، وكأن القرآن الكريم ليس كتابهم المقدس، والعراق ليس بلدهم المحترق والممزق، وان الاقتصاد المنهوب لبلدهم ليس من حقهم ويشكل اساس حياتهم، وان فلسطين ليست القضية المركزية المقدسة لهذه الامة..

ولذلك صرخنا وما زلنا نصرخ بالجميع الذين وقفوا متفرجين على معركتهم المصيرية ودعوناهم إلى تحمل مسؤولياتهم والدخول في موقع المواجهة التي تهم وجود الامة والشعب ووجود العراق كبلد مركزي في واقع الامة المعاصر ومسيرتها المستقبلية، وقد اكدنا في هذه الرسالة على ما دعونا إليه شعبنا وما زلنا ندعوهم إلى الدخول في زمرة الامة التي تتحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة ليكون هذا بداية الطريق لإعادة الوعي الإيماني الصحيح الى امتنا والتمسك برسالتها المقدسة الاسلام ليشكل ذلك منطلقاً لإعادة الروح الى حضارة الانسانية كلها، انطلاقاً من حضارة الامة التي تبدأ من العراق او من اي بلد آخر يتحقق فيه شروط هذا النهوض العلمي والإيماني الصحيح (وإنَّ غداً لناظِرِه لَقريبٌ). (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (الأحزاب:٧٢) .

مدرسة الإمام الخالصي

9 رجب الاصب 1444هـ

31 كانون الثاني 2023م

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here