فنوننا الجميلة : المنتديات

فنوننا الجميلة : المنتديات * د. رضا العطار

وفيها ظهرت الفرق الموسيقية الحديثة الى جانب الوان الفن المحلي فظهرن اسماء مغنيات عراقيات لاول مرة، تعرف عليها رواد الملاهي. ثم كان لدار الاذاعة الاثر الاكبر في انتشار وشيوع اسماء المغنيات والمغنين.

غير ان الملاهي كانت المصدر الاول منذ عام 1900 لظهور المغنيات وظهور نوع جديد من ممارسات موسيقية آلية لم تكن معروفة من قبل، اضافة الى ان الملاهي كانت وسيلة مهمة من وسائل المنافسة بين المغنيات وبين الفرق الموسيبقية فساعد ذلك على تطوير القابليات الفنية وتحسين اوضاع الفرق الموسيقية ولعل الملاهي انذاك كانت قريبة الشبه بمسارح اليوم. وكان اول مسرح صيفي في بغداد هو المسرح الذي شُيد على سطح مقهى (سبع) في منطقة الميدان الذي استقبل عددا من المغنيات والراقصات اللواتي قدمن من بعض الاقطار العربية.

وبعد اعلان الدستور العثماني وصل الى بغداد عدد كبير من المغنيات والراقصات وتم تشييد عدد من الملاهي الاخرى – – – وفي عام 1913 ارتأت بلدية بغداد تشييد مسرح للرقص والغناء في مكان قريب من محطة سكة كركوك القديمة، فغنى فيه عدد من المغنيات امثال بديعة لاطي وخانم لاطي. واستمر العمل فيه بضعة شهور ثم توقف حين نشبت الحرب العالمية الاولى.

في بداية احتلال بغداد عام 1917 انشيء ملهى ماجستيك الذي سمّي فيما بعد بالهلال وكان في الميدان ثم انشيء ملهى آخر في سوق الشورجة. ثم راجت الملاهي في بغداد وانطلقت قيان بغداد للعمل بتشجيع من سلطة الاحتلال الانكليزي انذاك الذي اراد تلهية الشعب عن السياسىة فتم انشاء العديد من الملاهي. وفي عام 1940 تم نقل معظم الملاهي الى باب الشرقي وزاد عددها، وظهرت المغنيات العراقيات الاوائل منهم صديقة الملاية وجليلة ام سامي وبدرية انور وقد لعبت كل واحدة منهن دورا ملحوظا في الحياة الغنائية في العراق.

وقدمت المغنيات العراقيات في الملاهي الوانا من الاغاني لم تتعد الغزل واثارة العواطف وبث العتاب وما الى ذلك من المعاني التي كانت تجد صدى في النفوس. وقد اصبحت تلك الاغاني فيما بعد من اغاني المدينة التي انتقلت من الملهى عبر الاذاعة الى الجمهور – – – وكان من التقاليد التي كانت متبعة عند اصحاب الملاهي الاعلان عن وصول فنانة جديدة الى العراق والاعلان عن اشتغالها بواسطة الموسيقى الشهبية البوق والطبل الكبير) بمرافقة المنادي الذي كان يصف جمال الفنانة وروعة فنها. وكان الجماعة اما ان يقفون باب الملهى او يطوفون في شوارع المدينة.

* مقتبس من كتاب حضارة العراق للباحث عادل الهاشمي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close