صمود الصداقة الأصيلة في وجه العواصف وتقلبات الزمن الصعبة و القاسية..

صمود الصداقة الأصيلة في وجه العواصف وتقلبات الزمن الصعبة و القاسية..

بقلم مهدي قاسم

الصورة ــ أدناه ــ التي أفرحتني جدا والتي أرسلها لي صديقي الأثير رياض منصور الحميد أمس البارحة..

فرحتُ للصور حقا و كتبت كرسالة جوابية : ياليتني كنت معكما ..

أثناء زيارتي لبغداد أمضي معظم وقتي ــ نهارا ــ في هذه المكتبة بصحبة صديقي الرائع والوفي دوما علي عذافة ثم يلتحق بنا صديقنا المشترك والأثير رياض منصور الحميد صاحب حس زاخر بالطرافة والدعابة وسرعة البديهة في الظرافة ، و أحيانا الكاتب الإسلامي الصديق غالب الشابندر ..

أجل ….

صداقة عمرها خمسون عاما ، حيث بقيت راسخة وحميمية ، كشجرة معمرة ومثمرة ، بالرغم من تقلبات الزمن العراقي العاصفة الهوجاء المدمرة ، صداقة بدأت في بغداد ، ثم ترسخت وتعمقت في بيروت و …

حتى الآن ! ………..

على اليمين الصورة صديقي العريق علي عذافة صاحب ومدير مكتبة النهضة العربية في بغداد ثم تليها صورة رياض منصور الحميد الطريف الرائع .. ……

وما دمنا عند الحديث عن مكتبة النهضة العربية التي أنشأها وأسسها صديقنا العزيز الراحل هاشم عذافة ، بعدما كانت في البداية عبارة عن ” كشك صغير ” على الرصيف المحاذي لساحة الطيران المواجه لحديقة الأمة ـــ حيث قام بتنميتها وتطويرها نحو ما هي عليها الآن ــ بجهد جبار وقطرات عرق جبين غزيرة ، طبعا ، بتعاون ومساعدة شقيقه علي عذافة الذي هو يدير المكتبة الآن ــ مالكا ومديرا في نفس الوقت ــ بنفس الجهد الكبير والمثابرة الدائمة ..

تلك المكتبة المعروفة بين غالبية الكتاب والشعراء العراقيين بكونها قد قدمت خدمات كبيرة للحركة الثقافية العراقية ..

ولا زالت تقدم نفس الخدمات والجهود المضنية حتى الآن !..

رغم تعرض العمل التجاري بالكتب في السنوات الأخيرة إلى ظروف و عراقيل صعبة و شحة دخل ضئيلة ..

و أخيرا ينبغي القول :

أن عراقة مكتبة النهضة العربية والخدمات الثقافية التي خدمتها هي ، و كذلك بعض مكتبات مماثلة معروفة أخرى ، للحركة الثقافية العراقية ، تستحق بالفعل دعما ماديا ومعنويا من قبل الدولة ــ كعملية شراء نسخ من روايات ومجموعات شعرية أو كتاب نقدي رصين أو على نحو تخفيض الضرائب مثلا ــ لتحافظ على وجودها و خدماتها الجليلة ، وذلك لما تمر بها من ظروف شاقة وعقبات و إشكاليات معقدة ترافق عمليات تجارة الكتب في الظروف الراهنة والشائكة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here