هل العراق بحاجة الى جامعات جديدة ؟

ماجد زيدان

لأول مرة تبحث هيئة الراي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاتحادية مسالة التوسع في انشاء جامعات جديدة في البلاد , وهي بذلك تخرج من النمطية التي طبعت عملها الذي تركز على قضايا ثانوية ومطلبية للطلبة غير مؤثرة في نوع التعليم الذي تقدمه الوزارة في الجامعات على مر العهود .

الواقع ان التوسع في التعليم تحكمه معايير علمية تعمل عليها وتحاول تحقيقها مختلف الجهات الدولية ومن بين تلك العوامل اعداد السكان في البلد المعني , اذ من المتعارف عليه جامعة لكل 250الف نسمة من السكان , اي ان بلدنا بحاجة الى 160 جامعة وحكومية واهلية متكاملة وليس كليات متناثرة , الى جانب المعايير الاخرى الضرورية لإسهام الجامعات بدورها في نمو البلاد وتنميتها المستدامة .

ان للجامعات دورا تؤديه يرتبط بحاجة المجتمع واقتصاده الوطني , فهي تتعشق معهما , اي انها منتجة , ومبتكرة في مراكزها البحثية , وترفد الاقتصاد الوطني بالموارد , وهي ليست مستهلكة فقط , ولا تلفظ مخرجاتها الى البطالة , فهي لها الريادة في اعداد كوادر وباحثين لمهن جديدة وتتميز مختبراتها بالنشاط والحيوية وطرح كل ما هو مفيد ومطور للبلاد , وليس دراسة ومناهج تنتهي العلاقة معها بمجرد الخروج من اسوار الجامعات , فالاختصاصات لها عمر محدد ,لابد لها ان تتجدد .

الواقع ان التعليم لا يبنى بالكم على اهميته , وانما بالنوع , ايضا , الذي يشكل لب الاستثمار في التعليم ليعطي المردود المتوخى منه , ويجعل النفقات عليه مجدية , رغما عن شحتها .

كان الامل يحدونا ان تبحث هيئة الراي في نوع التعليم الاكاديمي وانتشاله من الوهدة التي هو فيها , وان يقترن التوسع في فتح الجامعات بتوفير المستلزمات لما هو قائم وما يمكن استحداثه منها , وفي المقدمة تعين حملة الشهادات العليا فيها .

بالمناسبة حقق اقليم كردستان تقدما كبيرا عندما فاقت المقاعد الدراسية في جامعاته اعداد الطلبة المتقدمين الى اشغالها , مما يعني الاستثمار الافضل للإمكانات والتخطيط الجيد على الرغم من شحة الموارد .. نتمنى ان تبحث هيئة الراي الاتحادية الموضوعة من جميع الوجوه بعيدا عن الاستهلاك الاعلامي الذي لا ينشأ اي جامعة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here