أول مرة في التاريخ: جيش يقوده فرارية

حمزة الحسن

هل هناك جيش في العالم يقوده فرارية
حتى اليوم؟
لا يوجد إلا في العراق أن يقوم فرارية من الجيش،
لم يخدموا يوماً واحداً،
ثم تولوا منصب القائد العام للقوات المسلحة بالتعاقب،
وهم جميعا لو جمعتهم في حظيرة من بضعة جنود،
لما تمكنوا من السيطرة على خرابة أو بقالية أو معركة مقهى بالكراسي
ولا فك اشتباك في حمام نسوان،
ويمكن تعميم دور القائد العام للقوات المسلحة
على أدوار ووظائف أخرى وهو ما خلق الدولة المشوهة.

الفارون من الخدمة العسكرية وتولوا منصب القائد العام للقوات المسلحة:
1 الفرار صدام حسين
2 الفرار أياد علاوي
3 الفرار ابراهيم الجعفري،
4 الفرار حيدر العبادي
5 الفرار نوري المالكي،
6 الفرار عادل عبد المهدي
7 والفرار مصطفى الكاظمي.

رئيس وزراء سابق كان لا يوافق على عملية عسكرية بلا قراءة الخيرة واستشارة المسبحة،
بلا حاجة لغرفة حركات ونظام اقمار صناعية للمعلومات أو خارطة معركة،
وعلاقته بالمارد في القمقم بدل علاقته بساحة العمليات،
وقراءة الخيرة أهم من قراءة كتب المفكر الحربي كلاوزفيتيس،
وقراءة أهوال ليلة القبر أهم من كتاب ” فن الحرب” للمفكر الصيني صين ترو.
هذا في الجانب العسكري فحسب لكن هذا التشوه والتلاعب واحتقار الدور الوظيفي
في كل مؤسسات الدولة.

في أي بلد تسيطر عليه العدالة وحكم القانون،
كان يجب ملاحقة هؤلاء بتهمة الهروب من الخدمة العسكرية
و محاكمة من عينهم ومن دعمهم ومن صمت عليهم،
بتهمة انتحال أدوار محورية تتعلق بأمن الناس واستقلال البلاد والاحتيال.

عندما يتولى فرارية قيادة جيش عريق هو جيش الدولة
وليس جيش السلطة فذلك يعني إنهيار الأدوار الوظيفية في كل مؤسسات الدولة.

إن الدور ركن جوهري في وظائف الدولة،
وفي علم الاجتماع الدور Role يشير الى سلوكيات متوقعة من شخص
بناء على مواصفات دقيقة وخبرة ودراسة،
والدور الوظيفي يختلف عن الدور الطبيعي كالأب والأم والابن والبنت لكن أي تداخل في الدورين يؤدي للانحراف.

ولا يمكن لبائع كرزات أن يكون مدير مؤسسة الأنواء الجوية،
ولا بائع كلشان رئيس نادي ثقافي،
ولا مهرب سجائر وغنم رئيس تحالف ولا حدائقي سابق نائب رئيس وزراء
أو سايس خيل رئيس برلمان وهؤلاء تولوا فعلا هذه المواقع وبعضهم حتى اليوم،
وانهيار” الأدوار” يخلق الفوضى ويعرقل بناء الدول.

في الدول الحديثة حتى منظف زجاج نوافذ وسيارات أو مدرب كلاب أو مصلّح
كهرباء أو عامل مطعم يحتاج دورة تدريبية للتأهيل والعمل،
وتعليم كلب منزلي على مكان لقضاء الحاجة يحتاج الى تدريب ومهارات وعلم وقواعد،
فكيف بمنصب قائد عام للجيش؟
من يكون جنرال الجيش الوهمي القادم؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here