لماذا يا صديقي العامري !؟

لماذا يا صديقي العامري وصلتَ لهذا الحال !؟
لماذا خرقتَ الأصول والعهود والثورة و العدالة التي طالما حدّثتك و كتبت عنها؟

لماذا جاوزت حدود الواقع و الحقّ و أنخرطت مع المتحاصصين لأسباب واهية ما أنزل بها الله ولا الشيطان من سلطان؟

لماذا إبتعدت عن اصلك و طبقتك و ديدنك و هدفك الأكبر الذي كان تطبيق العدالة عن طريق الحكم و النظام و آلولاية؟

لماذا شاركت البعث الرجيم و كل المجرمين و الفاسدين المتحاصصين مع مرتزقتهم ليأكلوا معكم حصّة الفقراء و يهدروا أموال العراق بمواقفهم المشينة لدرجة ان قادة الكورد على سبيل المثال – لا الشعب الكوردي المغلوب على أمره – نسوا و تنازلوا حتى عن الحكم الذاتي بعد ان تسلّطوا وشبعوا بسببكم من جيوب فقراء العراق حدّ التخمة بحيث بدؤوا بتصدير مليارات الدولار لمختلف دول العالم لحساباتهم الخاصة, بينما كان حلمهم الوحيد الأستقلال الذاتي على مدى 60 عاماً من الجهاد و المقاومة الشعبية؟

أما البعث الهجين كخميس الخنجر و قادة فصائلهم و مجلسهم و نظرائهم؛ فقد إستغربوا أيضا حتى قالوا على لسان شيخهم الكبيسي : لم نكن نتوقع هذا التعامل السخي من آلشيعة فقد تصورنا بأنهم سينتقمون لشهدائهم و مراجعهم لو حكموا وهكذا إستمر نزيف الفقراء بسببكم.

لقد عهدتك يا أبا حسن مخلصاً و صادقاً و وفياً لأنك قتلتَ و انكرت ذاتكَ في سبيل الحقّ و تركت حتى غرفتك في المجلس الأعلى يوم كان الجميع يأملونه عندما كنت مسؤولاً لوحدة (آلتحقيقات و المعلومات) و إنخرطت مع المجاهدين لقتال الجيش العراقي الذي هجم على إيران لتحقيق نزوات صدام الأعوج, و بقيت صامداً و بلا رجعة حتى فتح الأمريكان العراق بجهادهم ودخلت مع من دخل بشكل خجول؟

فلماذا بعد كل ذلك أكلتَ مع المتحاصصين لقمة فقراء الشعب المغضوب عليه أرضا و سماءاً غرباً و شرقاً و شوّهت تأريخكَ و جهادك!؟
ثم شرعت بمحاربة المثقفين و الأعلاميّن الذين هم عماد نشر الأمن و الثقافة و تنوير الأمة بغض النظر عن هفوات و أخطاء و سلبيات البعض منهم .. فلكل إنسان رأيه و حريته و الله خلق العباد أحراراً و أمرهم بآلتفكر و البحث للوصول غلى الحقيقة, و قد بيّن الأمام عليّ(ع) تفاصيل الحريّة الفكرية وطبقها بشكل عملي في الحكم وأنا بآلذات جعلت فكره محوراً لرسالتي و فلسفتي الكونية و لعلك قرأتها!

لماذا يا عزيزي العامري حاصرتم المثقفين وشرّدتم المفكرين والفلاسفة لينتشر الجهل في العراق بشكل طبيعي خصوصا بين أعضاء الأحزاب الأسلامية الذين أساساً كانوا جهلاء و لا يعلمون الطريق معتقدين بأن فلسفة الحزب هو نفس فلسفة البعث و آلأحزاب الأخرى!

و لعلك تعرف و تتذكّر بأن حزب البعث و صدام الجهل و النفاق و الكذب و التوحش يوم كان يحكم العراق قبل 2003م رفع شعار حساس, هو:
[للقلم و آلبندقية فوهة واحدة]!

و طبقه صدام بحسب برامجه و نجح في ذلك بغض النظر عن الخراب و عن معاييرنا و قياساتنا الكونيّة التي كان يجهلها كما تجهلونها أنتم و الأطار و كل التأطيرات من حولكم؟

لكن لماذا أنتم و للأسف ؛ تبرأتم حتى من الفكر و الثقافة و المفكرين و الفلاسفة و رفعتم شعار:
[بنادقنا جاهزة و أيادنا على الزناد]!

فقل لي بآلله عليك : هل هذا إنصاف و عدل و إسلام !؟
و أيّكما على حقّ في هذا المجال الأهم في آلحياة ألبعث أم الأطار!؟

و كيف يمكن بناء بلد بتلك الشعارات الجاهلية و التصريحات العشوائية التي تنكروها بعد ساعة أو يوم من أعلانها!؟

و كيف يمكن لمجموعات من التوابين حولكم مع إحترامي لهم و الذين تابوا على أيدينا بعد ما هجموا على إيران أن يُقوّموا و يبنوا بلداً كآلعراق المليئ بآلمتناقضات و الأطماع و التحاصص!؟

بينما أساتذتهم ومرشديهم الذين علّموهم نهج الحياة ظلوا خارج القوس مشرّدين ومهددين من الجميع لأنهم أرادوا العدالة ورفضوا الأرتزاق!

أنظر يا صديقيّ .. مليّاً لترى أين وصل الحال بآلعراق والعراقيين بعد ما وصل سعر الدولار لأكثر من 175 دولار بسبب جهل الدعاة والأطار خصوصا الرئيس و المرتزقة الذين كانوا يسهلون أمر السلف و العطيات و سحب مئات بل مليارات الدولارات من البنك المركزي دون رقابة و متابعة و بتواطئ مع الفاسدين على مدى عقدين من الزمن حتى جلس الناس على (الكاشي) كما يقول العراقيون!؟

و للآن الاطار الجاهل و كل المرتزقة من حوله لا يعلمون دور الفكر و الثقافة في تأسيس الدولة العادلة خصوصا الأقتصاد كونه العمود الفقري رغم إننا بيّنا كل التفاصيل التي لم يقرؤوها .. بل و يحاربون من يدعي ذلك سواءاً داخل العراق أو خارجه الذي أنا أدرى به منكم و بتفاصيل الجهل العصري المتفشي بينهم و وفوقها يدعون بأنهم (حزب الدعوة) و هم لا يعرفون حتى معنى مرحلية الدعوة و لا الأساسات المبدئية فيه كما لا يعرفها السيد نوري المالكي نفسه و أمثاله كآلخزاعي و العسكري و الشمري و الركابي و إعبيس !!؟!

يا صديقي أنا أدرى منك و أنت تعرف ذلك ؛ لذا أتمنى توبتك الحقيقة و رجوعك الى اصلك و إترك الفاسدين والمتحاصصين ومرتزقتهم المنافقين و أكثرهم جواسيس يعملون لكل طرف محلي و دولي و عالمي همّهم ألأرتزاق كما العاملين معكم للإرتزاق و محاربة الفكر و المفكرين .. و أتمنى أن لا تُكرّر (الظاهرة الزبيرية)!

و كن مع المظلومين و الفقراء كما عهدتك .. لأنك كنتَ منهم بآلأمس و جاهدت معي في سبيلهم بحسب ما كان يخطه قلمي الذهبي الثائر؛ الحُر لتنوير طريق الناس الى العلى مع المعشوق.

أنتَ اليوم امام إمتحان مصيري و خطير وصعب و مخير كعمر بن سعد فأحذر السقوط .. و لا يغرّنك الدنيا مع المتحاصصين الممسوخين و مرتزقتهم العار الذين تسببوا بآلفساد و الغلاء لأنهم عاطلين عن العمل .. وهذه الدنيا والمناصب والرواتب زائلة و فانية!

والعراق بسبب الفساد والتحاصص قد إمتلا بالفقر والفقراء والعوز و العوق و إزداد الجهل فيه لأنكَ والمتحاصصون تركتم القراءة و الفكر و نبذتم الثقافة وقتلتم الفكر والمفكرين و شرّدتوهم .. و نسيتم الحقّ والاخرة و أصبح الكذب و النفاق و تغيير المواقف و التصريحات مسألة عادية و سنة و كأنكم تجرون تجارب في مختبر كيمياوي و الشعب ينظر إليكم و ينتظر الحل و للآن حتى نفذ صبره!؟

حتى أمريكا(…) تغييرت نظرتها كلياً على العراق (عنكم بآلذات), حيث صرحت الحكومة الأمريكية اليوم 2/2/ 2023م بقولها : [السياسيون في العراق منافقين يأتون لامريكا يعلنون ولائهم لنا و يقولون و يقسمون بأنهم معنا لأجل الديمقراطية و الأستقرار و ما إلي ذلك ؛ لكنهم حين يرجعون لبلدهم يعملون العكس و يصرحون عبر الأعلام بأنهم ضد أمريكا و أمريكا هي السبب في مشاكل العراق], و قس على ذلك .. أصبح ساستنا الغير المحترمين منبوذين حتى بنظر من نسميهم بـ (الكفار
نظافة قلبك .. و تطهير بدنك من كل لقمة حرام دخله من الراتب أو الصفقات أو الواسطات أو غيرها و هي كثيرة للأسف!

لماذا تركت اصلك و دينك العلوي و انت والله كنتَ آلصّديق الصّادق و رفيق دربي و أحبك للآن رغم كل ما حصل و بدر منك من جفاء و فساد .. أحبك لصفاء قلبك حتى قبل إشتراكنا بالدّورة الخامسة لأعداد آلمجاهدين أيام كنت اكتب في صحف المعارضة و مركز الدراسات و نشرة (العيون) و التبليغ في معسكرات اللاجئين و الأسر و غيرها و أدير صحيفة الشهادة مع المرحوم ابو ياسين و أبو محمد العامري البصري واخرين و قبلها مجلة ثم صحيفة الجهاد و غيرها من الأصدارات و البوسترات و المعارض .. و كم بيّنا لكم و لقوى المعارضة حقائق المستقبل وعنيت بكم وبآلمجلس من خلال الدراسات و البحوث والمقالات المختلفة لتنوير طريق المعارضة مضحياً بكل شيئ .

فَلِمَ تأقلمت مع الفاسدين .. و لِمَ صفى وضعك مع الظالمين الناهبين و هذا المصير والنهاية المأساويّة التي حولتم ومن معك العراق بمواقفكم و نظرتكم الضّيقة التي لا تتعدى أرنبة أنوفكم الى جهنم حقيقي للفقراء ولمنبع خير و جنة للمستكبرين المتحاصين والحكومات المختلفة !؟
و أخيراً أ تَسائل بجدّ : هل السياسة بطبيعتها تجرّ إلى الظلم و الفساد و نهب حقوق الناس و كما يشهده العراق و كل دول العالم!؟

العارف الحكيم :
ابو محمد البغدادي
https://www.facebook.com/reel/856852695603022?mibextid=6AJuK9&s=chYV2B&fs=e

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here