النقد ما إدراك ما النقد إذا تحول إلى إدمان ونشوى بدون تحريك الملايين ؟! ..
بقلم مهدي قاسم
كنتُ اعتقد دوما ولا زلتُ ، بأن كل إنسان ــ كفرد في الجماعة ــ مسؤول عن دفة مصيره واختيار ما هو جيد أو سيء بالنسبة له ..
رفضا متمردا أو قبولا خاضعا ومستسلما لأمر الواقع القائم ….
وهو نفس المقياس الذي يمكن أن ينسحب على غالبية أفراد مجتمع أو شعب ما ، الذي يقرر يعيش تحت ظل نظام هزيل و هجين و فاسد .. ــ راضيا ـ، وربما بخنوع واستسلام مذل ـــ أو أن يعيش حرا ، أبيا ، تحت ظل نظام سياسي تتحكم به آليات و مؤسسات دولة القانون ، و يوفر له نسبة معينة من مساواة ورفاه وحرية تفكير وتعبير وبكرامة بشرية ذات اعتبار واحترام …
اقول هذا لأنني على يقين تام بأنه ما من سلطة مهما كانت قمعية و دموية باطشة بقادرة على مواجهة طوفان كاسح وهادر من ملايين المواطنين يزحفون بكتلة منسجمة وراسخة صامدة ومستميتة لتغييره بنظام سياسي أفضل ..
و يوجد في التاريخ أمثال عديدة من زحف الملايين لإسقاط سلطة جائرة و فاسدة ، ابتداء من الثورة الفرنسية الكبرى و حتى السنوات الأخيرة ..
إذ ……………..
إن التفرج السلبي غير المبالي للأغلبية الصامتة على مظاهرات وانتفاضة الأقلية الرافضة للسلطة الفاسدة ، فإن التفرج السلبي للأغلبية هو الذي يسهّل الأمر لهذه السلطة الفاسدة للقضاء على الأقلية المنتفضة و سحقها او تحييدها ، من ثم البقاء و الاستمرار في السلطة إلى فترة أطول وأطول ..
هكذا ..وبكل بساطة ..
ماعدا ذلك .. فهو ليس أكثر من مجرد تبريرات لخداع الذات وتخديرها بذرائع واهية !..
بطبيعة الحال : إن عملية فضح الفساد و الساسة والمسؤولين الفاسدين ونقدهم يوما بعد يوم ، شهرا بعد شهرا ، عاما بعد آخر ، أمر حسن ومحمود ولكنه ( حتى لو تحول هذا النقد إلى ما يشبه بحالة إدمان ونشوى بين من يكتبه وبين من يسمعه ويقرأه كل يوم ! ) فرغم أهميته ودوره في التوعية فإنه سوف لن يكون عاملا مباشرا وحاسما قاطعا في إسقاط الفاسدين من هرم السلطة نهائيا و جذريا ، بدون زحف شامل و كاسح لملايين من أفراد الشعب لإنهاء السلطة الفاسدة مرة واحدة وإلى الأبد ..