جنة الأرض و جهنّمها!

عزيز حميد مجيد

قبل عقود قليلة ؛ كان القروي يتمنى آلسكن في المدينة ليتمتع بخيراتها و راحتها وسعادتها و كهربائها وووو …بحسب إعتقاده و مقايساته؛ و اليوم و بعد ما دمرت التكنولوجيا طبيعة الأنسان بعد ما إتجهت إتجاهاً مادياً خطيراً لصناعة الأسلحة و الصواريخ و القنابل النووية و غيرها .. بدل أن تكون(التكنولوجيا) في خدمة الأنسان و راحته بدأ المُتمدّن يتمنّى العيش في القُرى قرب الطبيعة!

لقد أثبتت الحياة المدنية بأنها لا تناسب فطرة الأنسان, و لا تساعده على النمو السليم السّوي الطاهر .. لأنّ طبيعة العيش و اللقمة التي يكتسبها ليست بآلحلال .. و لا بُد أن تختلط مع الحرام خصوصاً حين تختلط بآلوسائط و النفوس البشرية و يصبح عبداً للنظام الحاكم الذي يتحكم بمصيره و لقمته.
لهذا كان آلسيد ألكس تورن ( Alex Torin) مُحقّاً عندما إنتخر بعد ما نجح في إختراع الأنترنيت عام 1991م بزرق (السيّانور بعد خلطه مع الماء) في تفاحة أخذ منها قضمة واحدة تسبّبت بموته في الحال لتصبح التفاحة مع القضمة رمزاً لشركة Apple كبرى شركات الموبايل و الكومبيوترات في العالم!
و قد طوره تيم برنير ( Tim Berner) من بعد ليصل إلى ما وصل اليه اليوم.

لكن أنتخر ذلك العبقري ألأنسان (تورن ) لأنهُ علمَ – و قلّ ما يعلم إنسان بطبيعة الأنسان – بعواقب إختراعه المثير و الخطير حين أدرك بأن بشرية الأنسان أدنى من الحيوانية و سرعان ما يصبح بعد ما يمتلئ بطنه و جيبه مخرباً و خبيثاً ينشر النفاق و الكذب و الغيبة و النميمة و الجهل بين الناس؛ فقدّم حياته على الفور ثمناً لإختراعه العظيم الذي سيستغله الأنسان الذي (إن رآه إستغنى)!
ولم يفعل كما فعل (نوبل) Nobel الذي سبقه بكشف (التي إن تي) بتعيين جائزة لكل من يستطيع أن يخترغ أو يكشف شيئا مفيداً للأنسانية .. تلك الجائزة التي عرفت فيما بعد بجائزة (نوبل) يتحكم بها اليوم و للأسف مَنْ لا يحترم إنسانية الأنسان لأهداف معينة ترتبط بآلمنظمة الأقتصادية العالمية, و هكذا و لأن التطور التكنولوجي كله يرتبط بآلإنترنيت فالكل مدينون للخوارزمي الذي كشف أساس عمليات المخ (الباينري) في الكومبيوتر بواسطة الأعداد الهندسية.

لكن للأسف و بسبب حكومات الأرض الجاهليّة و السياسيون و الأحزاب الفاسدة المتحاصصة لقوت الفقراء؛ لم يستفيدوا من علم أؤلئك العباقرة بآلاتجاه الصحيح ؛ لذا يتمنى كل إنشان لم ينمسخ قلبه اليوم .. و لم يأكل الحرام ؛ أن يرجع و يعيش في القرية ليهنأ قليلاً بدل حياة المدنية الهائجة المادية و المزعجة و المعقدة التي سلبت راحة الأنسان و شوهت فطرته و خلطت لقمته بآلحرام قسراً و جعلته كعبد للآلة و للأنظمة و الإشارات التي لا تعد و لا تحصى!!
حكمة كونيّة : [أحلّ لقمة تلك التي يكسبها الكادح من الزراعة].
Baking Homemade Bread in Tandoor and Harvesting Feijoa and Tangerines in the Village! – YouTube
العارف الحكيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close