المرجع الخالصي يحذر من المخاطر الجسيمة التي يمكن ان تمر على البلد والأمة من خلال القوانين التي تبعدها عن دينها ورسالتها


أشار سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسية، بتاريخ 12 رجب الاصب 1444هـ الموافق لـ 3 شباط 2023م، إلى المناسبات الجليلة التي يحتويها شهر رجب الاصب، وإلى استحباب صيام الأيام البيض في شهر رجب وهي أيام (15،14،13)، كما يستحب صيام ثلاثة أيام من الأشهر الحرم وهي الخميس والجمعة والسبت.

واستذكر سماحته المناسبات المهمة في شهر رجب الاصب وأهمها وأقربها ذكرى ولادة أمير المؤمنين (ع)، مستذكراً بعضاً من كرامات ومناقب أمير المؤمنين (ع)، حيث قال: سُئل أحد العلماء الصالحين عن فضائل الإمام علي (ع)، فأجاب: ما اقول في رجل كتم أعداؤه فضائله حقداً وحسداً وسكت عنها اولياؤه خوفاً من السيف فخرج من بين ذين وذين ما طبق الخافقين!

وأكد سماحته (دام ظله) على المبدئية والالتزام في شخصية الإمام علي (ع)، ووجوب الطاعة والعمل لله تعالى، لافتاً إلى ان هذا الامر مع كبره وعظمته لا يدفعنا إلى الغلو والشركيات والقضايا الخرافية الخارجة عن الدين، لأن النبي محمد (ص) قال بحق أمير المؤمنين (ع): هلك فيك اثنان محبٌّ غال ومبغضٌ قال. فأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) هو عبد من عباد الله، ولد بعد رسول الله (ص) آمن وجاهد وعمل في سبيل الله داعياً إلى طاعته وعبادته، فهو أمير المؤمنين، وسيد الموحدين بعد رسول الله (ص)، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم.

كما أشار إلى اهم ما قاله الإمام علي (ع) في كلامه وادعيته المعروفة، ومنها قوله (ع): (أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ).

ومنها ايضاً قوله (ع): (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُصبِحْ بِي مَيِّتاً وَلاَ سَقِيماً، وَلاَ مَضْرُوباً عَلَى عُرُوقِي بِسُوءٍ، وَلاَ مَأْخُوذاً بِأَسْوَإِ عَمَلِي، وَلاَ مَقْطُوعاً دَابِرِي، وَلاَ مُرْتَدّاً عَنْ دِينِي، وَلاَ مُنْكِراً لِرَبِّي، وَلاَ مُسْتَوْحِشاً مِنْ إِيمَانِي، وَلاَ مُلْتَبِساً عَقْلِي، وَلاَ مُعَذَّباً بَعَذابِ الْأُمَمِ مِنْ قَبْلِي. اللَّهُمَّ إِنَّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَفْتَقِرَ فِي غِنَاكَ، أَوْ أَضِلَّ فِي هُدَاكَ، أَوْ أُضَامَ فِي سُلْطَانِكَ، أَوْ أُضْطَهَدَ وَالْأَمْرُ لَكَ! اللَّهُمْ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذْهَبَ عَنْ قَوْلِكَ، أَوْ نُفْتَتَنَ عَنْ دِينِكَ، أَوْ تَتَابَعَ بِنَا أَهْوَاؤُنَا دُونَ الْهُدَى الَّذِي جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ!)

وفيما يخص الشأن السياسي المحلي أكد سماحته على ان المطاليب التي يريدها الشعب العراقي في هذا الزمان وفي كل زمان، هو تثبيت مبدأ الإيمان اولاً؛ فالعراقيين هم أتباع علي (ع)، وعلي (ع) يقودنا إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله، فلا نريد في العراق ان يطبق شيء يخالف كتاب الله تعالى وسنة رسوله وفق ما يتماشى مع المتغيرات الحاصلة في العالم المنحرف الضال او لا يتماشى، بل نحن نريد ان نعيش حياتنا بما يتماشى مع سيرة رسول الله (ص)؛ لأنه هو الاسوة العظمى والحجة البالغة. (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب:21، مؤكداً على ان أمير المؤمنين والائمة (ع) وصحابة رسول الله (ص) والتابعين والعلماء العاملون ايضاً على هذا المنهاج، فنحن امة متحدة إذا اخذنا هذا المنهاج وسرنا عليه.

وفي الختام حذّر سماحته من المخاطر الجسيمة التي يمكن ان تمر على البلد وعلى الامة من خلال إبعادها عن دينها وعن رسالتها، وهذا تحذير نقوله للذين هم يسيرون او يزدرون في غيهم انه هذه نهايتها ستكون وخيمة عليهم ان اصرّوا على هذا الضلال، وخصوصاً إخراج قوانين من البرلمان تخالف دين الله تعالى وتدعو إلى الفساد والإباحية وتقسيم المجتمع وتفتيت الأسرة وضياع الأبناء والجيل كله وضياع الإنسانية بشكل عام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here