الوسطية المفقودة

جعفر العلوجي

أصدم يوميا بعدد لايستهان به من الاعلاميين والصحفيين المعروفين في وسطنا من اصحاب التفاعل الواضح في مواقع التواصل الاجتماعي او الظهور في القنوات الفضائية للتعبير عن مختلف الاراء وقضايا الساعة، وما يلفت النظر سريعا حالة التهيؤ لديهم للمنازلة وفقدان الاتزان تماما في الحوارات الشفافة او حتى الطروحات النقاشية في مواقع التواصل، وقد اخذوا على عاتقهم الدفاع المستميت عن شخصية معينة في الوسط الرياضي مهما كان حجمها وتواضع انجازاتها ، حد التشهير بالاخر واتهامه بمختلف الاتهامات التي ما انزل الله بها من سلطان في اشارة واضحة لفقدان الاتزان والوسطية والموضوعية في النقاش وربما ايضا باعتماد الكلمات النابية والجمل المبتذلة حد الجزع منها .
منذ ايام طرح احد الزملاء موضوعا للنقاش بخصوص ظاهرة سلبية تخص جماهير الكرة لدينا على احد المواقع النشطة في السوشيال ميديا، وتطرق الزميل لعدد من الحلول للحد منها ، وفوجئت مثل غيري ان انبرى احد الإعلاميين ممن اشرنا اليهم يغرد خارج السرب وكأنه يريد ان يتقيأ سمومه لأي مادة إعلامية ويجيب على صاحب الطرح بالقول ( كأنك ومن خلال موضوعك تريد ان تلقي التهمة على هذه الشخصية ) وهي اشارة واضحة على حالة التشنج التي يعيشها هؤلاء .
زملائنا الاعزاء الوسط الرياضي بصورة عامة يعج بعشرات القضايا السلبية والاحداث المضطربة ونقاشها اعلاميا عبر فسحة المواقع الاتصالية وغيرها من الامور الايجابية المهنية وليست بالضرورة ان تطرح فكرة للنقاش ان يكون الهدف منها لتسقيط من تعبدون وتقدسون ، اطلاقا ليس كذلك، وغياب الشفافية وتقبل الرأي الاخر من المثالب الكبيرة جدا التي تنزلكم الى الدرك الاسفل وتذهب بوجودكم ومكانتكم الى الهاوية ، وتذكروا ان ما يطرح اليوم وخصوصا عبر التواصل الاجتماعي لاتحده حدود ويصل الى ابعد نقطة ممكنة ، وان تصوركم بتبني نظرية الدفاع عن فلان لنيل المكاسب هي نظرة فيها الكثير من القصور والانحطاط لايليق ابدا بصحفي واعلامي له مكانته ، وعليه فاليراجع محامي الشيطان نفسه ألف مرة قبل ان يشن هجومه الضعيف شكلا ومضمونا وليتذكر ان من يذوب بعشقهم او دسم موائدهم لن يكتب لهم الاستمرار طويلا، الحقيقة اكتب سطوري ولي عتب من خلالها لكل من يرى الظاهرة تتجسد في تصرفاته، فليس لاحدكم سلطة الرقيب الإعلامي وقد ذهب عصر تكميم الأفواه الى غير رجعة وتذكروا دائما ان مثل هذه المواقف ستبقى لصيقة بكم ولتبعيتكم وتقلباتكم كصفة ذميمة.

همسة ..
طالما كان الحديث منصبا عن الأعلام والرأي الرياضي وددت أن انوه ايضا لبعض الزملاء ممن يكثر ظهورهم في البرامج الرياضية الفضائية، بتبني آراء واضحة صريحة معززة بالأدلة ومن الصعب جدا التناقض في الطروحات بين برنامج واخر، على سبيل المثال ان يكون بالضد من المدرب الاجنبي في القناة (س ) ويدافع عنه بضراوة ويشن هجوما لاذعا عن المدرب المحلي في القناة (ص)، في مشهد تشتيت واضح لرؤيا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here