فيما يخص الشعب الكوردي الجريح صارت أمريكا وكأنها لا تفرق بين الجلاد والضحية!!!

محمد مندلاوي

بالأمس استمعت إلى وسائل الإعلام المتعددة وهي تنقل تصاريح المسئولين في الولايات المتحدة الأمريكية حول الكيان العراقي وجنوب كوردستان وهي تقول: يجب على بغداد وأربيل أن يتواصلا إلى اتفاق نهائي!!!. وفي سياق تلك التصريحات قالت أيضاً: يجب على بغداد وأربيل أن تتفقان على الميزانية!!!.

عندما يستمع المواطن الكوردي إلى هذه التصاريح.. الأمريكية يستغرب أيما استغراب منها، كأنها لا تفرق بين أربيل الضحية وبغداد التي تماطل وتتلاعب على مدى عقدين من الزمن ولا تريد تطبيق بنود الدستور الاتحادي العراقي الدائم. وهي – أمريكا- تعرف حق المعرفة أن الميزانية الاتحادية، وقرار تطبيق بنود الدستور بيد بغداد وليست أربيل؟. هنا يتساءل المواطن الكوردستاني: هل أن أمريكا لا تعرف مَن لا يصدر قانون النفط والغاز وفق مادة 111- 112؟، هل إنها لا تعرف مَن يمانع إجراء الإحصاء العام؟، هل لا تعرف مَن يماطل ولا يطبق المادة 140؟، هل لا تعرف مَن لا يسعى لتشكيل مجلس الاتحاد كما جاء في مادة 65؟، هل لا يعرف البيت الأبيض مَن الذي لا يريد تغيير العلم الاتحادي حتى يرمز إلى المكونين في كل من العراق وإقليم كوردستان؟ وفق ما جاء في المادة 12 أولاً. هل لا تعرف أمريكا سيدة العالم مَن لا يأتي بمترجمين فوريين إلى البرلمان الاتحادي حتى النائب الكوردي يتكلم بلغته الأم لأن منهم من لا يجيد اللغة العربية ولا يستطيع أن يعبر عما يريد أن يعبر عنه في داخله بطريقة صحيحة وسليمة؟ المادة الرابعة. هل لا تعرف مَن يتحرش عسكرياً و ميلشياوياً واقتصادياً ليل نهار بإقليم كوردستان الفتي ويطلق صواريخه على الآمنين في أربيل؟ إلخ إلخ إلخ. أليست أمريكا هي التي جاءت بهؤلاء.. في بغداد إلى دست السلطة، وتعرف حق المعرفة ما فوقهم وما تحتهم؟ إذاً لماذا عندما تتكلم عن المشاكل التي تخلقها بغداد تتكلم بنفس الصيغة والنغمة.. مع بغداد المعتدية وأربيل المعتدى عليها قولاً وفعلاً. أعني بالاعتداء قولاً أولئك الأراذل أدواة السلطة الحاكمة في بغداد الذين

يظهرون في وسائل الإعلام المتعددة ويحيكون الأكاذيب الرخيصة ضد الشعب الكوردي الجريح وحكومته المنتخبة. أما ما يقوموا به فعلاً ضد الكورد هي كل ما تقوم به فصائل المسلحة التابعة لهم ضد إقليم كوردستان وشعبه المسالم.

الذي يرجوه ويتمناه الشعب الكوردي من الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تساوي بينه وبين محتليه ليس في بغداد فقط بل في إيران وتركيا وسوريا أيضاً لأن هذه الكيانات تحتل وطن عريق اسمه كوردستان يمتد من البحر إلى البحر؟.

05 01 2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close