يكاد زيتها يضيء

ريحانة الموسوي

منذ أن خلق الله الخلائق، ووجد البشرية، لأجل غاية، ولوجود الاسباب والعلل، حيث أوجده من العدم وأنشأه الخالق لعلة لا تخفى عن المخلوق، لكي لا تكون للخلق ذريعة للنكران، او التغافل عنها.

الخلق كله أشهدهم على نفسه؟ (ألست بربكم؟) وأشهدهم على هذه العلة، وشهادة أقوام الأنبياء على انبيائهم، ورسلهم فليس بإمكان أحد أن ينكر حقيقة هذه الشهادة او يبطلها، حقيقة ثابتة لا تستبدل، ولا تمحى، فهي ثبتت بالأبصار والأفئدة، فقام كل صاحب رسالة بأداء رسالته الملقاة على عاتقه على أتم وأكمل وجه.

الأمم التي سبقتنا لم يصل إلينا من أخبارهم، أن هناك رسول او نبي، او منذر قد قصر في اداء مهمته تجاههم، ولم يصل أن أمة قد خلت من منذر، او رسول، او نبي فلكل أمة قامت منذ نبينا ادم الى يومنا هذا رسالة تأخذ دورها في اكمال هذا المشروع، تنتقل ادارة هذا المشروع من مرسل الى مرسل، ومن نبي الى نبي، ومن منذر الى منذر، فلو لا هذا المبدأ لأصبحت الأرض حصيداً جرزا، ً ولعلا الناس بعضهم على بعض، ولبطش السلاطين، وساد الظلم والجور، فمبدأ حفظ الكون يتوقف على مالكه، ومبدأ اتزان هذا الكون يرجع لحقيقة علة الكون.

كل شيء في كوننا يخضع لقوانين ونواميس، وهذه القوانين والكون يخضع للمالك، والقاهر، والآمر، والناهي، وهو الله الواحد، المتفرد في صفاته، المتعالي عن ما في ايدي هذا الكون، والنبوة ليست بمعزل عن الخضوع لهذه القدرة، أنما هي واسطة وجدت لاستقامة المخلوقات وثباتها.

يتضح لنا: أن النبوة، والإمامة، والرسالة، لها قوة نافذة على هذه الأرض، فكل شيء له قوة نافذة، وسيطرة [بمعزل عن السيطرة الكلية] كل شيء له قائد، ومشرع، والنبوة أيضا لها من يؤمها، ونافذ فيها، وهي نبوة خاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبدالله صلوات الله علیه وآله الذي جاء بمشروع شمل وسع العالم، كان نبياً وأدم بين الماء والطين، وذريته الطاهرة تحف بعرش الرحمن خلق الله لأجلهم هذا الخلق، فكيف لا وهم قال فيهم جل جلاله (لم اخلق سماءً مبنية ولا أرض مدحية إلا لأجلهم وفي محبتهم) ولكن ماذا على من اراد أن يخفي هذا النور، ويطفئه بألاعيبه الصبيانية، والشيطانية (يريدون أن يطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره المشركون) وتمام هذا النور سيكون على يد خاتم العصمة، ومتمم الإمامة، مشروع أعدّ له الأنبياء، والرسل والأئمة ليتم.

يا أيها الذين آمنوا، من رأى هذا النور في قلبه لا يجعله ينطفئ من دون أن يلبي دعوة المحبوب، فكم من تخاذل أورث الندم، قوموا تلبيةً واستعداداً ولا تأخذكم بالنصرةَ لومة لائم، يد الله فوق أيديكم، لا تجعلوها تبرح إلا وأنتم من الذين جعلوا زيتها يضيء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here