تعذبني لوعة غيابكِ ….. للشاعر المجري لاسلو ناج

تعذبني لوعة غيابكِ …..*
للشاعر المجري لاسلو ناج
ترجمة مهدي قاسم
بيده الجليدية يحتضنني صمت موحش مؤلم .
و ألف مرة ومرة تخترق أفكاري
مخالب يأس و غموض مبهم .
أحيانا أحلق كعصفور نحو الأعالي
و حينا آخر غيوم سوداء تدفعني
إلى أسفل قاع مظلم .
إذا كنتِ معي هنا ، كأنما تنظرني نجوم مهرجانية
و تشرق الشمس أيضا ببهاء هالتها المتألقة
وكأن الملائكة تغني بتراتيل ساحرة .
ولكن بدونكِ أجد نفسي في أرض قاحلة
لا أحدا يسمع صرختي
وما من أحد يفهم كلماتي .
ترقد روحي كشحاذ رث على حجر الرصيف منطرحا
الذي يمر من هنا يركلني جنبا
و يعبرني بخفة قطة طفرا
ثم يتبللني المطر حتى النخاع و يغمرني الوحل و قذارة المدينة غمرا
و عندما يأتي وقت الصقيع متجلدا
لا يبقى مني شيء يُذكر
غير مكعبات ثلج متضائلة .
إذا عثرتِ عليه حبيبتي
ارفعيها نحو أنفاسك الدافئة
لتذوب بين يديكِ متلاشية
حتى تشّع مضيئة ، لتكون قمرا خاصا بكِ
لتطير في سعة السماء كمذّنب منطلق نحوكِ .
و إذا كنتِ معي ستكونين كأنما بمثابة جنة لي ،
ستتَفتح براعم ألف زهرة وزهرة
بين أطراف حقول و مروج عبقة ،
وحيث يشتعل ضوء متوهجا في أعماق ظلام .
فلا يبقى صقيع ، برد ، و لا آلام ،
حيث يتحقق ما كنت أصبو إليه من مباهج أحلام .
أرجوكِ تمكثين معي طويلا ، والى الأبد تبقين ،
سوف أطير بكِ مجنّحا حيث ترغبين
وأخذكِ إلى أي مكان تشائين
فقط غيابك لا يتحمله قلبي
أخشى أنه سيقوّضني و يكسرني
حينذاك سأخسرُ بقايا اعتقادي و يقيني .
* ملحوظة تالية مرفقة للقصيدة : ( وجد الشاعر صعوبة بالغة في تحمل غياب زوجته الشاعرة مارغيت سييتشي ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close