خيار خامنئي الکسيح

محمد حسين المياحي

کان واضحا منذ الاعوام الاولى لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية رفض وکراهية الشعب الايراني لهذا النظام الغريب والفريد من نوعه من حيث سعيه لفرض قيمه ومفاهيمه القرووسطائية بالقوة، ولأن النظام علم بأن القوة لوحدها لاتکفي مالم يتم إشفاعها بالکذب والخداع واللف والدوران من أجل مصلحة النظام وضمان بقائم وإستمراره، وقد کانت لعبة أو مسرحية الاعتدال والاصلاح التي خرجت من العباءة المشبوهة لهذا النظام واحدة من تلك الطرق والاساليب المخادعة في سبيل المحافظة على النظام وضمان بقائه، لکن حتى هذه اللعبة إنفضحت وإنکشفت على حقيقتها وإتضح مشبوهيتها ومن إنها تهدف الى المحافظة على النظام أساسا وليس أي إعتدال أو إصلاح.
بعد ولايتين رئاسيتين لخاتمي وولايتين أخريتين لروحاني، وعدم تحقيق أية إصلاحات ولاحدوث أي إعتدال على نهج النظام ومفاهيمه المتزمتة، وبعد أن هتف المتظاهرون في إنتفاضتي 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، شعارات معادية لمسرحية الاعتدال والاصلاح، فإن خامنئي وبعد أن علم بأن لعبة النظام قد إنکشفت على حقيقتها، فإنه وبعد أن رأى تصاعد مشاعر الرفض والکراهية ضد النظا، وبلوغها أوجها، فقد أدرك خطورة الاوضاع وإن النظام يسير في طريق محفوف بالمخاطر، ولذلك فإنه إضطر أن يدفع بسفاح مجزرة صيف عام 1988، ابراهيم رئيسي الى الواجهة، خصوصا بعد تزايد دور وتأثير وحضور منظمة مجاهدي خلق، الخصم والند والعدو اللدود للنظام على الصعيدين الداخلي والدولي.
الدعاية الواسعة والبريق والهالة التي تم إحاطة رئيسي بها بأمر وتوجيات من خامنئي بالاضافة الى ماقد کاله خامنئي شخصيا من مديح وإطراء على رئيسي وعقده الآمال عليه بخصوص قدرته على إخراج النظام من محنته وتشکيله حکومة تقدم وتنجز من أعمال ومهام عجزت عنها سائر الحکومات الاخرى التي سبقتها، لکن الذي صدم خامنئي ونظامه، هو إنه ومنذ اليوم الاول لتنصيب رئيسي کرئيس للنظام فإن التحرکات الاحتجاجية والانتفاضات ضد النظام قد إزدادت بصورة غير مسبوقة والادهى من ذلك إن رئيسي الذي قدم خلال برنامجه الانتخابي أکثر من 50 وعدا، لم يتمکن بعد مرور أکثر من عام على تحقيق ولو وعد واحد منها، ومع تزايد الانتقادات الموجهة له حتى من داخل جناح خامنئي ذاته والذي يمثله، فإن خامنئي قد تصدى لذلك وسعى لتبرير فشله وإخفاقه مطالبا بالخبر عليه لأنه لايزال في البداية، ولکن ومع إندلاع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ضد النظام والمستمرة لحد الان، وإتساع دائرة الرفض الشعبية ضد النظام وتزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق أکثر من أي وقت مضى، فإن صبر خامنئي بدأ ينفذ وإنضم هو الآخر لقافلة المنتقدين لرئيسي وحکومته، وهو بذلك يريد مرة أخرى أن يٶکد بأن فشل رئيسي لاعلاقة له بالنظام، لکن خامنئي يتصور بأن الشعب قد نسى رهانه على رئيسي وکل ذلك المديح والاطراء والدعم الذي قدمه له قبل وبعد الانتخابات الرئاسية والى وقت قريب، ويريد أن يتملص من کل مابدر منه من مديح ودعم وتإييد لرئيسي ويترکه في الساحة لوحده ليواجه مصيره کأسلافه الفاشلين الذين أنجبهم نظام فاشل من الاساس!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here