على هامش الزلزال الكارثي الرهيب : الموقف الغربي السلبي

على هامش الزلزال الكارثي الرهيب : الموقف الغربي السلبي

بقلم مهدي قاسم

1 ــ على الحكومة العراقية تقديم مساعدة فورية للشعب السوري
مع تقديم تعازينا الصادقة لأهالي ضحايا الزلزال الكارثي في كل من سوريا و تركيا ، فنود أن نستغل هذه المناسبة لنطلب من الحكومة العراقية تقديم مساعدات عينية ومادية فورية لسوريا ، و ذلك لما تمر بها من ظروف حروب أهلية و عقوبات اقتصادية و اقتصاد شبه منهار، إضافة إلى كارثة الزلزال الراهنة و الرهيبة ، و كأنما ما كانت تنقص الشعب السوري غير هذه الكارثة الطبيعية المدمرة ..
فيجب أن لا ننسى نحن العراقيين : إن سوريا هي البلد العربي الوحيد الذي استقبلنا دوما في ظروفنا الصعبة المماثلة لظروفه الحالية ، من حيث كانت حدوده البرية والجوية مفتوحة أمام العراقيين بدون فيزا أو موافقة مسبقة ، في الوقت الذي كانت بلدانا عربية أخرى لا تعطينا حتى ولا مجرد فيزا مرور لمدة ساعات لا أكثر ..
بل أن سوريا هي البلد الوحيد الذي لم نشعر بغربة خانقة فيها بحكم القبول الشعبي الطيب والودي للعراقيين المقيمين فيها ..
2ــ الملفت للنظر في هذا السياق أيضا هو الموقف الدولي العام ــ و خاصة الغربي منه ــ و المتسم بتردد و عدم اكتراث من كارثة الزلزال في سوريا على صعيد تقديم مساعدات فورية ، وأقل ما يُقال عنه أنه موقف سلبي للغاية ومثير للأسف و الاستغراب حقا ، إذ لا ينبغي الخلط بين نظام سياسي معين و بين شعب مغلوب على أمره في حالة وقوع كوارث طبيعية مصحوبة بخسائر بشرية ومادية كبيرة ..
ولكن في مقابل هذا الموقف السلبي والمتفرج لحكومات غربية رأينا كيف بادرت عشرات دول و حكومات بهدف تقديم مساعدات فورية لتركيا ، مثل فرق إنقاذ و أدوية و أشياء أخرى ضرورية في مثل هذه الظروف الاستثنائية ، بالطبع وهي مبادرات إنسانية نبيلة ، كانت ينبغي أن تُقدم للشعب السوري أيضا ، و هكذا نرى كيف أن المحاور والتكتلات السياسية المنحازة والمتخندقة أخذت تلعب دورا سلبيا حتى في مجال الكوارث الطبيعية التي ينبغي أن تُسمى فوق أية خلافات أو نزاعات سياسية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here