عن مُشاركةِ العاهل الأُردني بالإِتِّصال الهاتفي الذي أَجراهُ الرَّئيس بايدن بالسُّوداني

نــــــزار حيدر

عن مُشاركةِ العاهل الأُردني بالإِتِّصال الهاتفي الذي أَجراهُ الرَّئيس بايدن بالسُّوداني

*تأتي أَهميَّة الإِتِّصال بعد أَن كثُرت التكهُّنات من أَنَّ واشنطن غَير راضية عن أَداء حكومة السيِّد السُّوداني ولذلكَ بدأَت تُمارس ضغطاً عليها من خلالِ أَزمةِ سعرِ صرفِالدِّينار العراقي مُقابل الدُّولار الأَميركي.

*وليس صُدفةً أَن يتزامن الإِتِّصال معَ الإِحاطة التي قدَّمتها المبعُوثة الأُمميَّة في العراق السيِّدة جينين بلاسخارت في جلسةِ مجلس الأَمن التي عُقدت خصِّيصاً لبحثِملفِّ العراق، والتي كانت [الإِحاطة] إِيجابيَّة بالمُجملِ وإِن كانت قد حذَّرت من مخاطر مازالت تُهدَّد العمليَّة السياسيَّة برُمَّتِها.

*أَمَّا إِشراك العاهل الأُردني بالمُحادثةِ الثُّنائيَّةِ فهي، حسب التَّسريبات الخاصَّة، لتوكيدِ ضَرورةِ اتِّخاذ العراق للأُردن شريكاً إِقتصاديَّاً أَساسيّاً هو مِن أَولويَّات الدَّعمالأَميركي المُستمر والثَّابت للأُردن الذي يُعاني من أَزماتٍ إِقتصاديَّةٍ تنفجَّر بوجهِ العاهلِ بينَ فترةٍ وأُخرى.

*واشنطُن مُهتمَّة جدّاً بالعلاقةِ الثُّلاثيَّةِ المُتميِّزة التي تجمع بينَ العراق والأُردن ومصر، لأَسبابٍ عدَّةٍ منها أَنَّ استقرارَ الأُردن ومِصر قضيَّة إِستراتيجيَّة بالنِّسبةِ إِلىواشنطن، وهي ترى أَنَّ [الثُّلاثي] يُساهم بدرجةٍ كبيرةٍ في تحقيقِ ذلكَ.

كما أَنَّها ترى في [الثُّلاثي] نُقطة إِرتكاز تُساهم في تقريبِ العراقِ من جيرانهِ وبالعكسِ، مُقابل إِعتماد بغداد سابقاً على علاقاتٍ خارجيَّةٍ ذات البُعد الواحد صَوبَطهران.

*كما أَنَّهُ علامة لتَوكيد إِهتمام واشنطن بخطِّ أُنبوب البترُول المُزمع مدَّهُ من البصرةِ إِلى العقبةِ ومِن هُناك إِلى [ما شاءَ الله].

ولقد اتَّضحَ الإِهتمام الأَميركي المُركَّز بهذا المشرُوع لأَهميَّتهِ الإِستراتيجيَّة بزيارةِ مبعوث الإِدارة الأَميركيَّة لشؤُون الطَّاقة [Amos Hochstein] إِلى العراق [بغدادوأَربيل] وهو كما نعرف مُهندس إِتِّفاق ترسيمِ الحدُود بينَ لَبنان و [إِسرائيل].

٢٠٢٣/٢/٥

*للإِطَّلاعِ على نصِّ التَّقرير، يُرجى زيارةِ الرَّابط التَّالي؛

المطلع | الاردن تسحب “دولار العراق” من ايران.. وشروط بايدن تضع الاطار في الحرج

لـ [العالَم الجديد] عن [مُكافحة المُخدِّرات] في العراق؛

نـــــــــــــــــــــــــــزار حيدر

*لا يختلف إِثنان على أَنَّ العراق بات بُؤرةً خطيرةً لانتشارِ وتعاطي ومرورِ المُخدِّرات، فالكميَّات المُصادرة التي تُعلِن عنها الأَجهزة المُختصَّة يوميّاً مهُولة ومُخيفة، وهيتُدلِّل على أَنَّها ليست للإِستهلاك المحلِّي فقط وإِنَّما للتِّجارةِ معَ وإِلى بُلدانٍ أُخرى.

*وإِنَّ مشروع مُكافحة المُخدِّرات الذي تُعلِن عنهُ الحكومة يشبه إِلى حدٍّ كبيرٍ بقيَّة مشاريعها المزعُومة في مُكافحةِ الفسادِ وتهريبِ البترولِ والعُملةِ وغيرِها، لا ترقى،للأَسفِ، إِلى مُستوى التحدِّي العظيم والخطير في هذهِ الملفَّات، فما شاهدهُ الرَّأي العام العراقي لحدِّ الآن مُجرَّد تنظيرات وشِعارات ومساعي للإِيقاع بأَكبش فداء لا يُغيِّرإِعتقالهم شيئاً من الواقعِ! فالحكومةِ تعرف أَنَّ وراء كُلَّ هذهِ الملفَّات الخطيرة تقِف زعامات [سياسيَّة] و [حزبيَّة] و [ميليشياويَّة] تخشاها كما يخشى الجِرذ من الهرِّ!.

*لا ننكر أَنَّ تجارةَ المُخدَّرات هو تحدِّي عالمي ولكن في نفسِ الوقت، فإِنَّ هذهِ الحقيقة لا تعفي الدَّولة العراقيَّة من تحمُّل مسؤُوليَّاتها الوطنيَّة، الدستوريَّة والقانونيَّة،لمواجهةِ هذا التحدِّي [الآفة].

*مشرُوع مُكافحة إِنتشار المخدَّرات يحتاجُ إِلى تشريعاتٍ جديدةٍ تُشدِّد العقوبة خاصَّةً على كبارِ التجَّار، فالتَّهاون معهُم والعفو عنهُم وإِطلاق سراحهُم بعد مُحاكماتٍشكليَّةٍ، كما حصلَ مع أَحدهِم قبل سنتَين [والذي أَعادهُ الآن رئيس جهاز المُخابرات وكالةً السيِّد السُّوداني، إِلى وظيفتهِ ضابطاً في جهازِ المُخابراتِ مع ترقيةٍ خاصَّةٍومنحهِ منصب رئيس محطَّة للجهازِ خارِج البلادِ] إِنَّ كُلَّ ذلكِ لا يُساهمُ في إِنجاحِ مشرُوع مُكافحة المُخدَّرات وإِنَّما يُزيدُ الطِّين بِلَّةٍ كما يقولُ المثَل.

لحدِّ هذهِ اللَّحظةِ لم نرَ تاجراً واحداً من كبارِ تجَّار المُخدِّرات يقف خلفَ القُضبان ليُواجه القضاء فيُنزل بحقِّهِ أَشدِّ العقُوباتِ.

والسَّببُ واضحٌ، كما يبدو لي، وهوَ أَنَّ شبكات تُجَّار المُخدَّرات مُتنفِّذة في مُؤَسَّسات الدَّولة بما فيها القَضاء للأَسفِ الشَّديد، فضلاً عن الزَّعامات السياسيَّة التي تُديرهامن وراءِ حِجاب.

*والمشرُوع بحاجةٍ إِلى حملةٍ وطنيَّةٍ شاملةٍ وعامَّةٍ، فبالإِضافةِ إِلى الدَّور الأَساسي لمُؤَسَّسات الدَّولة، كذلكَ فإِنَّ للمُؤَسَّسةِ الدينيَّةٍ والنَّواة الأُولى للمُجتمعِ [وأَقصد بهاالأُسرة] وكذلكَ للمُؤَسَّسة التعليميَّة بكُلِّ مراحلِها، دورٌ في هذا المشرُوع، بالتَّربيةِ والتَّثقيفِ والرَّقابةِ المُجتمعيَّةِ والأُسريَّةِ، وغيرِ ذلكَ.

*ولا نغفل الدَّور الخطير للتَّغافل عن الحدُودِ المفتُوحةِ أَمامَ المُخدَّرات لتنسابَ إِلى الدَّاخل من دُولِ الجِوارِ بيُسرٍ وسهولةٍ، من دَورٍ في انتشارِها.

يجب على الدَّولة أَن تُشدِّد من إِجراءات ضبط الحدُود باستخدامِ التَّكنلوجيا الحديثة للكشفِ عنها وضبطِها، خاصَّةً مع جارتِنا الشرقيَّة، الجمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران،والتي لنا معَها أَطول حدودٍ [١٤٠٠ كم] فهي من الدُّول المعرُوفة بكونِها مصدر مُهِمٌّ وطريق أَساس لتجارةِ المُخدَّرات، مع أَنَّ قوانينها بهذا الصَّدد مُشدَّدة وصارِمة جدّاً.

إِنَّ بينَ بغداد وطهران بروتوكولات وإِتفاقيَّات عديدة بشأنِ مُكافحةِ المُخدَّراتِ، يجب على بغداد تفعيلها دائماً، وإِلّا فستبقى حِبرٌ على ورقٍ!.

٢٠٢٣/٢/١

*للإِطِّلاع على نصِّ التَّقرير يُرجى زيارةِ الرَّابط التَّالي؛

https://al-aalem.com/news/70905-عام-مكافحة-المخدرات-مافيات-تتحكم

لِلتَّواصُل

www.tiktok.com/@nhiraq

‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar5

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here