اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة يونس (ح 94)

الدكتور فاضل حسن شريف

في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: واود ان اعلق باختصار على بعض فقرات هذه الرواية: اولا: قال عليه السلام: (من امر المنكرين من اهل بيتنا وبني عمنا فاعلم انه ليس بين الله وبين احد قرابة ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام) يعني طبقا لقوله تعالى: “قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ” (هود 46). ثانيا : قوله: (واما اموالكم فما نقبلها الا لتطهر) يعني ليس في دفع الحقوق الشرعية أي خسارة وان كان ظاهرا كذلك الا انه الربح بعينه والبركة الحقيقية. اما ثواب الاخرة فواضح لكل عمل يقصد به المكلف أمر الله تعالى ورضاه. واما في الدنيا فنحن موعودون فعلا ومجرب حقيقة وكثيرا بتنامي المال وزيادته بالإنفاق الشرعي منه سواء كان مستحبا كالصدقة أو واجبا كالزكاة والخمس ويضاعف الله لمن يشاء. مضافا الى التطهير المشار اليه في الرواية لانه قال: (لتطهر) فان الاموال مهما كان حالها فإنها تجمع من مختلف الناس ممن لا يدفع الزكاة او لا يدفع الخمس أو حصل عليها بمعاملة باطلة او بارث لا يستحقه وغير ذلك كثير فتكون دفع الحقوق الشرعية تطهيرا ويبقى ما عندك حلالا مأذونا به بالولاية العامة المعطاة للمعصومين سلام الله عليهم. ثالثا : انه قال : (وأما ظهور الفرج فانه الى الله تعالى ذكره) يعني ليس لي ولا لاحد من خلقه وإنما هو منوط بالله سبحانه و(كذب الوقاتون) فليس من حق أحد أن يعطي وقتا معينا او ان يسأل عن وقته كما الان بعض الناس قالوا ان وقت الظهور قريب فانه كذب ومما لا دليل عليه. رابعا : قوله : (واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة احاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم) وظاهر الحوادث الواقعة هو الامور المستجدة أو المسائل المستحدثة وان كان بحسب الواقع يعم كل الحوادث كما هو واضح لان كل الحوادث الواقعة هي من الحوادث الواقعة. كل الاشياء في الدنيا هي من الحوادث الواقعة فيكون هذا الحديث الشريف من ادلة الولاية العامة، والظاهر من (رواة حديثنا) الذين يجب الرجوع إليهم ليس الحديث اللفظي وهو السنة الشريفة ليختص الأمر بالرواة لها وإنما يراد بالحديث مضمونه ومعانيه فيعم الفتوى والحكم بالولاية. خامسا : قوله عليه السلام : (فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تكلفوا ما قد كفيتم) يعني ما لم تكن مسؤوليته في ذمتكم. وهذا نحو مما سمعناه من انه احد الائمة عليه السلام: (لو أذن لنا بالكلام لزال الشك)، لأن ظروف التصريح بالحق بتفاصيله الحقيقية والكثيرة غير متيسرة غالبا وضعف النفوس موجود والمرجفون الذين يحاولون التغليط موجودون باستمرار اذن فلا ينبغي التصريح بكل ما يعرفون عليهم السلام من التفاصيل. سادسا : قوله عليه السلام: (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج) ولذا نحن نقول: اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من اصحابه وانصاره وارزقنا خيره ورضاه في حال غيبته وعند ظهوره. غير أنه قد ورد في السنة الشريفة ما مضمونه: (اللهم ارزقني من الرضا حتى بقضائك والتسليم بقدرك بحيث لا احبت عجيل ما اخرت ولا تاجيل ما قدمت) مع الالتفات الى ان تعجيل الظهور لو حصل لما كان في المصلحة لأن الله تعالى إنما يختار الظهور في الوقت المناسب له فلو حصل أسرع من ذلك لما كان في الوقت المناسب. إلا أنه مع ذلك يمكن حمل هذا الأمر بالتعجيل على وجوه من الصحة: اولا: ان الله تعالى قادر على تعجيل الوقت المناسب للظهور . ثانيا : أن الله تعالى قادر على إعطائه النصر على كل حال وإن لم يكن الوقت مناسبا. ثالثا : شد المحبين والموالين بالإمام عليه السلام شدهم بالإمام عليه السلام عاطفيا وتذكره دائما.( يقولون اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه) . الوجه الرابع : دعم النفوس الضعيفة التي تشعر بقلة الصبر مع شدة انواع البلاء الدنيوي وان افضل من يستجار به بعد الله سبحانه هو امامنا الفعلي وقائدنا الحي الحقيقي الامام المهدي عليه السلام.

جاء في فقه العشائر حوار فتوائي مع آية الله العظمى الشهيد المقدس السيد محمد الصدر طُبِعَ بإشَراف مَكتَب السَيد الشَهيد في النَجَف الأشرف 1429: المقدمة: الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبو القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. الهدى من تصنيف البشر إلى شعوب مختلفة وقبائل متنوعة بالملامح واللغات والتقاليد هو التعارف بينهم أي ليعرف كل إنسان بسماته وخصائصه المميزة له ولتعرف أنسابهم لا لكي يتفاخروا بها أو يتفاضلوا بها إذ ليس لجنس على أخر ولا لفصيل على أخر فضل وتفوق كما تبينه بعض الدعوات العصبية الجاهلية بل أساس التفاضل هو التقرب من الله تبارك وتعالى وتقواه وبهذا المعيار ينظر الإسلام إلى الناس فتراه يرفع سلمان الفارسي ويجعله من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وبالمقابل تنزل سورة كاملة في القرآن الكريم بذم أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتبقى خالدة إلى يوم القيامة ولنا عبرة فيما اقتص سبحانه من قصة نبي الله نوح وولده فقال له ، “إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ” (هود 47).

جاء في كتاب نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: أن الفرد الكفوء في الإسلام ليس هو الرجوازي الطامع في إكتساب المال، المندفع وراء مصالحة وأهوائه، بل إن معايير الكمال في الفرد المسلم هي العلم والتقوى والجهاد، قال اله عزوجل في كتابه العزيز “إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ” (هود 49). كل هذه الأمور صفات نفسية روحية عالية ، وهي اولى بأن تسعى بصاحبها نحو الكمال من الصفات المادية الرخيصة، من الطمع في العرض الزائل، والتكالب على المتاع الدنيء. وهو إلى جانب ذلك يأخذ حصافة الرأي، ودقة النظر، والقدره على الإرادة وغيرها من الصفات في جملة المميزات للموظف في الدولة الإسلامية. ومثل هذا الموظف يستحق التقديم، ويكون بالتأكيد تقديمه في الصالح الحقيقي للشعب ، بخلاف تقديم البرجوازي الطامع في توسيع أملاكه والظالم للعمال والفلاحين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close