بلنكن وحل الدولتين!

بقلم د . ادم عربي

لم تحظى زيارة بلنكن الى المنطقة في اليومين الماضيين باي اهتمام ، ليس بسبب الحرب على اوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية ، بل لان الكل يعرف وتحديدا الطرف الفلسطيني ان بلنكن لا يحمل في جعبته شيء سياسي، ما في جعبته هو الموضوع الامني ، ولا نقصد هنا الموضوع الامني فيما يختص بالفلسطينين وانما في المنطقة العربية وايران وخشية تمدد النفوذ الروسي فيها وخاصة دول التطبيع ، وما يؤكد هذا الاعتقاد ان بلنكن بدا زيارته في مصر واجتمع مباشرة مع الرئيس عباس عقب اجتماع الاخير مع رؤساء امن مصر والاردن . وليس من قبيل الصدفة ان تتعرض ايران الى قصف مسيرات قيل انها اسرائيلية اثناء هذه الزيارة ، كما ان بلنكن لم يترك وفدا سياسيا في اسرائيل بل ترك وفدا امنيا ، كل هذه الموشرات تذهب الى ما قلناه وهو ان زيارة بلنكن هي امنية ولترسيخ هيمنة الامريكية في دول التطبيع بعدما بات الخوف امرا واقعيا من التدخلات الروسية وتنامي نفوذها ، وما حديث بلنكن عن حل الدولتين سوى احجية بات لا معنى لها ، واصبح واضحا ان من يتحدث عن حل دولتين لا يريد حلا ، فمن هم الذين يتحدثون عن حل دولتين ؟ نتياهو وترمب وبيدن والسلطة والعرب عموما ، لكن ما من احد تكبد عناء السؤال ، اين هذه الدولة؟ وهي تعج بالمستوطنات ويكاد يقارب عددهم عدد الفلسطينين في الضفة ، لذلك يجب تغيير الطرح ، حتى يقتنع المواطن الفلسطيني ان هناك شيئا في الافق ، ما دون ذلك لا جديد بما يتعلق بقضية الفلسطينية حتى لو طبع كل عربي على حده ولن يحسن صورة امريكا في المنطقة ، رغم ان الحل في صالح امريكا اولا ، مع العلم ان حل كل مشاكل امريكا في العالم تبدا من الشرق الاوسط ، الا ان العقلية الامريكية الاجرمية ما زالت لم تتغير منذ عقود ، الولايات المتحدة تخاف من تصاعد الصين اقتصاديا وعسكريا وتخاف من النفوذ الروسي في العالم والشرق الاوسط تحديدا ، لما يحويه من مصادر طاقة ، ثلث احتياطي العالم، حسنا فلتعمل الولايات المتحدة على قاعدة الشراكة مع هذه الشعوب تحديدا شعوب الشرق الاوسط بدل دعم ديكتاتوريات على حساب الشعوب ، ان منطقة الشرق الاوسط اذا ما تم دمقرتتها على قاعدة الشراكة وليس الاستغلال لهو افضل سلاح فتاك ضد الصين المخيف للولايات والمتحدة ، ولا اظن ان الامريكان ليسوا بقادرين على ذلك فمن له القدرة على التدمير له قدرة على البناء وان مفتاح باب قاعدة الشراكة في المنطقة هو حل قضية الفلسطينية ودمقرطة الشعوب فالعالم يتغير بسرعة والتاريخ شاهد على انهيار الحضارات .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close