الولاء للأوطان ليس من ألأيمان

هذا هو مبدأ ألأسلام السياسي و الذي لا يعترف بوجود ( الوطن ) المحدد جغرافيآ و أثنيآ وفق ما نصت عليه لوائح ( ألأمم المتحدة ) في تعريف الوطن لكنهم ( السياسيون ألأسلاميون ) يعتبرون ان الوطن ألأسلامي هو تلك البقعه من ألأرض التي تطبق فيها احكام الدين ألأسلامي و شرائعه حسب اعتقادهم الفكري لذلك ليس لدى ( المسلمين ) انتماءآ وطنيآ محددآ و دائمآ ما يكون ولائهم الحقيقي العاطفي و الفكري هو الى دول اخرى غير تلك التي يحملون ( جنسيتها ) و هذا ألأمر غالبآ ما كان يخلق المشاكل و ألأزمات بين ابناء ( الوطن ) الواحد الذين سوف ينظرون الى هؤلاء ( ألأسلاميين ) نظرة شك و أرتياب و حتى أتهام عن مدى ( وطنيتهم ) او عن مدى أخلاصهم لوطنهم الآخر ذلك ( الغريب ).

كان المثال الصارخ على عدم وطنية ( ألأسلاميين ) هو ما عبرت عنه ألأحزاب ألأسلامية في العراق بشكل واضح دون لبس فيه حيث اعلنت التزامها بمبدأ ( ولاية الفقيه ) المطلقة و المتمثلة حاليآ في ( خامنئي ) الولي الفقيه الواجب الطاعة في كل شيئ و من هنا جاءت كلمة ( الولاية المطلقة ) على عكس مدرسة النجف الفقهية و التي تعتبر ان الولاية خاصة و ليست عامة و تنحصر في المعتقدات الفكرية و الطقوس و ألأحكام الدينية فقط دون التطرق الى ألأمور السياسية و شؤون الحكم لذلك كانت ألأحزاب ألأسلامية الشيعية في العراق تستمد ( شرعيتها ) من حوزة ( قم ) ألأيرانية و ليس من حوزة ( النجف ) التي تنأى عن الشأن السياسي الذي انغمست به تلك ألأحزاب و الحركات الشيعية .

الدولة ألأسلامية ( الوطن ألأسلامي ) نظرية ( حوزة قم ) قد قامت و انتصرت في ايران حيث ( الجمهورية ألأسلامية ) و هذه الدولة واجبة الطاعة على كل من يؤمن بولاية الفقيه ( العامة ) و الولي الفقيه فيها هو ( نائب ألأمام ) المهدي و على عكس ما تؤمن و تأخذ به حوزة ( النجف ) من ان ألأمام المعصوم ( المهدي ) هو الوحيد الذي يحق له تأسيس الدولة ألأسلامية الحقة و الواجبة الطاعة و ألأمتثال و غير ذلك لا يؤخذ و لا يعتد به و كان من رأي ( مدرسة النجف ) ان ( الوطن ألأسلامي ) لم يقم بعد و لم تتحقق اركانه الا بظهور قائده المؤسس ألأمام ( المهدي ) .

ألأحزاب و الحركات و الفصائل الولائية هؤلاء مجموعة من ( الجنود ) الذين ينفذون اوامر و تعليمات ( قياداتهم ) بشكل كامل و تام و دون أي نقاش او أعتراض او حتى تصحيح بأعتبار ان ( الولي الفقية ) يصل الى مستوى ( العصمة ) و ان ادعى غير ذلك و الدليل ان كل تعليمات و ( ارشادات ) خامنئي نفذت بالكامل دون معارضة و من اخطر تلك ألأوامر كانت الى ألفصائل الولائية بالأنتقال الى خارج العراق و القتال لصالح جهات أجنبية ما يعرض علاقات العراق مع أطراف دولية الى التشنج و التوتر و القتال نيابة عن ألآخرين في حروب و معارك ليس للعراق فيها ناقة او فائدة .

بالعودة الى ألأزمة المالية الحالية في أرتفاع سعر صرف الدولار فقد تبين ان السبب الرئيسي هو في تحويل المليارات من الدولارات الى ( الوطن ألأسلامي ) ايران بأعتباره الوطن ( الشرعي ) البديل عن ( الوطن ) العراقي الغير معترف به من قبل ( الولائيين ) و المفارقة ان القانون العراقي يعاقب بالأعدام كل ( عراقي ) ولائه لغير العراق او تعامل مع ألأجنبي و هؤلاء ( الولائيون ) يعلنون ذلك صراحة دون وجل او خجل و هنا على ( مرجعية النجف ) مسؤولية كبرى في تعرية هؤلاء و كشفهم بشكل واضح و صريح و بالأسماء و العناوين مهما ( كبر حجمها ) فليس هناك اكبر من الوطن العراقي و توضيح الصورة امام الرأي العام في ان ( الدولة ألأسلامية ) الحقة لم تقم بعد و ان صاحبها لم يظهر ( ألأمام المعصوم ) و هؤلاء ( الولائيون ) ماهم سوى حفنة من العملاء و الخونة جندتهم ( ايران ) في خدمة مصالحها في المنطقة فكانوا ( نعم ) الجنود ( ألأوفياء ) الذين سوف يدمرون و يخربون ما تبقى من أطلال العراق .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here