ثورة لابد لها من العودة الى مسارها

محمد حسين المياحي

مع إقتراب الذکرى السنوية للثورة الايرانية التي أطاحت بنظام الشاه الدکتاتوري في 11 شباط 1979، فإن الحديث عن هذه الثورة ذو شجون بعد أن نجح التيار الديني المتطرف في الثورة من مصادرتها وجعلها ذات صبغة دينية متطرفة، ولاسيما بعد أن عادت أبواب السجون الرهيبة للنظام السابق التي فتحتها الثورة وأطلقت سراح المعتقلين والمسجونين ظلما الى إغلاقها مجددا على المطالبين بحرياتهم وحقوقهم الاساسية من النظام الجديد في شکله والغير مختلف عن سلفه من حيث مضمونه الاستبدادي الدکتاتوري.

الحقيقة التي لايمکن أن تخفى على أحد هي إن السبب والعامل الاساسي للثورة الايرانية قد قام على أساس الاجواء القمعية التعسفية لنظام الشاه والمطالبة بالحرية الى جانب حالة الفقر والحرمان التي کانت سائدة بسبب کون النظام يقوم بتخصييص الجانب الاکبر من ثروات وإمکانيات الشعب الايراني من أجل مصالحه الخاصة ومن أجل المحافظة على نفسه من الاخطار والتهديدات المحدقة به، لکن المثير للسخرية والتهکم البالغين إن الشعب الايراني يعاني من نفس العاملين أي القمع والفقر وهذا مايٶکد بأن ماکانت قد أعلنته منظمة مجاهدي خلق في بداية تأسيس هذا النظام من إنه لايختلف عن النظام السابق إلا في الشکل حيث تم إستبدال التاج بالعمامة، کان صحيحا تماما.

الظل والاضطهاد والفقر والحرمان وکل أنواع الظلم والجور التي حدثت وتحدث في ظل هذا النظام، قد أثبت بأنه لايختلف عن سلفه نظام الشاه بل وحتى أحيانا يمکن القول بأنه قد تفوق على سلفه کثيرا لکونه قد تمادى في ممارساته القمعية التعسفية من أجل ضمان بقائه وإستمراره ولاسيما وإنه قد قام بتوظيف العامل الديني من أجل تحقيق أهدافه المشبوهة.

ومع إن إستخدام العامل الديني قد کان في صالح النظام الى فترة محدودة سواءا على الصعيد الداخلي أم على الصعيدين العربي والاسلامي، إلا إن الحملة النوعية التي شرعت بها منظمة مجاهدي خلق ضد هذا المسعى المشبوه والتأکيد على إن هدف النظام ليس مصلحة الاسلام والمسلمين وإنما أهدافه الخاصة التي ليست لها من علاقة بالاسلام والمسلمين، قد أدت في النتيجة الى إنکشاف النظام على حقيقته البشعة ولاسيما بعد تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وماقام به من تنفيذ مخططات ونشاطات وعمليات مشبوهة لاعلاقة لها لامن قريب أو من بعيد بالدين.

الثورة الايرانية التي قام بها الشعب الايراني وقواه الوطنية المخلصة وفي مقدمتها مجاهدي خلق، قد کان هدفها الاساسي تحقيق الحرية والرفاه والتقدم للشعب الايراني، لکن ماقام ويقوم به هذا النظام قد أکد بکل جلاء بأن الثورة التي قام بها الشعب الايراني على نظام الشاه وأسقطه ليست من النظام الحالي بشئ لأنه قام بتحريفها عن خطها ومسارها الصحيح والواقعي ومع إوقترابنا من الذکرى السنوية للثورة الايرانية فإن الشعب الايراني عازم أشد العزم على العودة بها لمسارها الاصلي والذي لن يتم إلا بإسقاط هذا النظام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here