خطورة الزلازل القائمة واحتمال شملها للسدود التركية : في السيئة حسنة أحيانا
بقلم مهدي قاسم
يُقال إنه يوجد في كل سيئة حسنة ..
و قد تذكرتُ هذا القول المأثور أثناء مشاهدتي عبر فيديوهات عديدة عن كارثة الزلزال المدمر التي ضربت أراض تركية وسورية واسعة ، مسببة خسائر فادحة و هائلة بالأرواح والممتلكات ..
وقد كان مشهدا مرعبا رؤية منظر عمارات سكنية شاهقة مكتظة بساكنيها وقد تحولت إلى أشبه ما يكون بكومة من كارتون هش من شدة الهزة الأرضية العنيفة و ضراوتها الاستثنائية..
ففي الوقت الذي كانت عيوننا تدمع وقلوبنا تُدمى على منظر أطفال رضع وغيرهم من أحداث و بالغين أيضا ، وهم محاصرون تحت الأنقاض الثقيلة من قطع اسمنتية كبيرة ، يصرخون طلبا للاستغاثة والإنقاذ الفوريين ، بوجوه مجروحة ، مدماة ، مغبرة ، وملامح مذعورة من هول الصدمة الرهيبة ، حينذاك برقت في ذهني فكرة احتمال أنه ماذا لو تعرضت عشرات سدود تركية التي تحتوي على مليارات من مكعبات مائية ، إلى دمار مماثل أيضا ، كما تلك البنايات والعمارات السكنية وغيرها ..
فأية أضرار و كارثة بشرية ومادية هائلة تفوق التصور ، كانت ستترتب على ذلك ؟ ..
حتى مجرد التفكير في هذا الأمر يجعل المرء يشعر بانقباض في قلبه كضربة مخلب ، و بقشعريرة تتصاعد ة عميقة من وخزة جليد في عموده الفقري !..
ومن هنا ضرورة قيام الدول المتشاطئة مع تركيا ، بمحاولة أفهام الحكومة التركية أن مسألة أمن تلك السدود لا تخص بعد الآن الدولة التركية فقط ، إنما تلك الدول المتشاطئة أيضا ..
وهو الأمر الذي يعني تخفيض نسبة المياه العالية في تلك السدود ليكون الضغط أقل من خلال إطلاق تدفقها البطيء ، قدر الإمكان ، عبر روافدها في كل من سوريا والعراق ، وإخضاعها لمراقبة أمنية صارمة متواصلة من ناحية ، و القيام بعملية صيانة دائمة من ناحية أخرى درء لتصدع أو تسريب مياه من تشققات خفية محتملة في جدران السدود ..
فيبدو أننا نعيش أزمنة جنون مزدوج أصاب العالم والطبيعة في آن واحد ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط