حمزة الحسن
في الثامن من شبط 1963،
في انقلاب وحشي
نظمته السي أي آيه وجهاز MI 6 البريطاني للاطاحة بالزعيم قاسم،
تعرض الحزب الشيوعي الى مذابح بربرية
تجاوزت الالاف حيث ظلت الجثث مرمية في الشوارع
من غير المعتقلات .
اليوم هو يوم ضحايا الحزب الشيوعي،
وهؤلاء قتلوا لاجل قضية وطنية وليس شجار مقاهي او حانات ،
وليس من الغرابة أن الأحزاب الأخرى غير مهتمة بالأمر أو لا يعنيها،
لأننا نتعامل مع المذابح بعقلية عقارية،
مع ان الشيوعي مثل الاسلامي مثل القومي والليبرالي والمستقل هو مواطن اولاً وأخيراً،
والاحتجاج او الاحتفاء بالضحايا
ليس بسبب الهوية السياسية
بل الهوية الوطنية والانسانية بصرف النظر عن الاختلاف أو التطابق،
لأن ثمن جريمة شباط الوحشي شمل الجميع،
بل نحن اليوم نعيش نتائج مجزرة الانقلاب .
للانصاف هذا التغليس خاصية الاحزاب الأخرى بل هو خاصية عامة
لأن الولاء السياسي أهم من الولاء الوطني،
والشيوعيون والقوميون والمتربلين أيضا يغلسون من مذابح بحق الاسلاميين والمستقلين وغيرهم
وهو جزء من التراث السياسي العراقي المنحرف الذي يشير الى عقلية انتقائية ،
والنتيجة أن الجميع مرشح للمقصلة يوما .
لا يتوقف العقل السياسي الرث من انتاج هذه العاهات المرضية،
والمصيبة يتم التعامل معها مثل ظواهر الطبيعة،
لا تفلت الانتباه،
لأن يقظة الوعي تحتاج الى عقل لا يتعامل مع القتل السياسي بعقلية العقار والمزرعة الخاصة،
ومن الواضح اننا نتعامل مع السياسة وقضاياها بلا ثقافة،
وبصريح العبارة نحن قبائل.