أخبار مضللة تزيد المعاناة بعد زلزال تركيا وسوريا


نيقوسيا‭-‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب

‭ ‬منذ‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬لوقوع‭ ‬الزلزال‭ ‬المدمّر‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬تركيا‭ ‬وشمال‭ ‬سوريا‭ ‬الاثنين،‭ ‬انتشرت‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬عشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬المضلّلة‭ ‬التي‭ ‬حصدت‭ ‬ملايين‭ ‬المشاهدات‭ ‬والتفاعلات،‭ ‬وفاقمت‭ ‬القلق‭ ‬لدى‭ ‬سكّان‭ ‬بلدان‭ ‬عدّة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬وقوع‭ ‬زلازل‭ ‬مشابهة‭ ‬أو‭ ‬هزّات‭ ‬ارتداديّة‭ ‬مدمّرة‭. ‬واتخذت‭ ‬تركيا‭ ‬إجراءات‭ ‬بإيقاف‭ ‬أربعة‭ ‬اشخاص‭ ‬اساءوا‭ ‬استخدام‭ ‬النت‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬الرعب‭ .‬

وأودى‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬بلغت‭ ‬قوّته‭ ‬7,8‭ ‬درجات‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬1200‭ ‬شخص،‭ ‬في‭ ‬حصيلة‭ ‬تواصل‭ ‬الارتفاع‭ ‬مع‭ ‬تواصل‭ ‬عمليات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬ناجين‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭.‬

وفيما‭ ‬كانت‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬تهرع‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬وشمال‭ ‬سوريا،‭ ‬كان‭ ‬مروّجو‭ ‬الأخبار‭ ‬المضلّلة‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬الإقليميّ‭ ‬والعالميّ‭ ‬بهذه‭ ‬المأساة‭ ‬لإلقاء‭ ‬أخبارهم‭ ‬المضلّلة‭ ‬وتحقيق‭ ‬مشاهدات‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬صفحاتهم‭ ‬وحساباتهم‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬وقد‭ ‬عمل‭ ‬صحافيو‭ ‬خدمة‭ ‬تقصّي‭ ‬صحّة‭ ‬الأخبار‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬على‭ ‬تفنيد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬والفيديوهات‭ ‬المستخدمة‭ ‬خارج‭ ‬سياقها‭. ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المنشورات،‭ ‬صور‭ ‬قيل‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬فيسبوك‭ ‬وتويتر‭ ‬وإنستغرام‭ ‬إنها‭ ‬تُظهر‭ ‬حالة‭ ‬ذعر‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نابلس‭ ‬في‭ ‬الضفّة‭ ‬الغربيّة‭ ‬المحتلّة‭ ‬ليل‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الأربعاء‭ ‬عقب‭ ‬زلزال‭ ‬ضرب‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هزّة‭ ‬بقوة‭ ‬أربع‭ ‬درجات‭ ‬ضربت‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الميت،‭ ‬لكن‭ ‬الصور‭ ‬المستخدمة‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬عشية‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭. ‬ونشرت‭ ‬صفحات‭ ‬وحسابات‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬فيسبوك‭ ‬فيديو‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬يُظهر‭ ‬موجات‭ ‬مدّ‭ ‬بحريّ‭ (‬تسونامي‭) ‬تضرب‭ ‬السواحل‭ ‬التركيّة‭ ‬عقب‭ ‬الزلزال‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬تُظهر‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬عاصفة‭ ‬ضربت‭ ‬سواحل‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬عام‭ ‬2017‭.‬‮ ‬‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬مشابه،‭ ‬تداول‭ ‬مستخدمون‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬مقطعاً‭ ‬مصوّراً‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬يُظهر‭ ‬أمواجاً‭ ‬عاتية‭ ‬تضرب‭ ‬شاطئاً‭ ‬في‭ ‬تركيا‭. ‬لكن‭ ‬تحليل‭ ‬الفيديو‭ ‬أظهر‭ ‬أنه‭ ‬منشور‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يُظهر‭ ‬عاصفة‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬دييغو‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬الأميركية‭.‬

وحقّقت‭ ‬صورة‭ ‬نُشرت‭ ‬عقب‭ ‬وقوع‭ ‬الزلزال،‭ ‬وقيل‭ ‬إنها‭ ‬تُظهر‭ ‬كلباً‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬صاحبه‭ ‬العالق‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬و500‭ ‬ألف‭ ‬مشاهدة‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬تويتر‭. ‬لكن‭ ‬تحليل‭ ‬الصورة‭ ‬أظهر‭ ‬أنها‭ ‬منشورة‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وهي‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬للمصوّر‭ ‬التشيكي‭ ‬ياروسلاف‭ ‬موسكا‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ألامي‮»‬‭. ‬ونُشرت‭ ‬صورة‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬وعلى‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬الإخباريّة‭ ‬المحليّة‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬قيل‭ ‬إنها‭ ‬تُظهر‭ ‬طفلاً‭ ‬سورياً‭ ‬يبكي‭ ‬وحيداً‭ ‬بين‭ ‬الأنقاض‭. ‬لكن‭ ‬صحافيي‭ ‬خدمة‭ ‬تقصّي‭ ‬صحّة‭ ‬الأخبار‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عثروا‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬شاترستوك‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التمثيليّة‭. ‬ونُشرت‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬قال‭ ‬ناشروها‭ ‬إنها‭ ‬تُظهر‭ ‬اهتزاز‭ ‬مبان‭ ‬وانهيارها‭ ‬في‭ ‬الزلزال‭ ‬الأخير،‭ ‬لكن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المقاطع‭ ‬أثبت‭ ‬أنها‭ ‬قديمة،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬للزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬اليايان‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وتلته‭ ‬موجات‭ ‬مدّ‭ ‬بحريّ‭ ‬مدمرّة‭.‬

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here