من يوقف زلزال فلسطينيو العراق ؟

نبيل محمد سمارة

فلسطينيو العراق منذ سنوات يعانون من اوضاع قاسية دون أن يلتفت إليهم اي مسؤول . فالكل تخلى عنهم وليسوا في ذاكرة احد وعلى رأسهم مفوضية اللاجئين التي قطعت عن ٢٠٠ عائلة فلسطينية بدل الايجار ليكونوا ضحية الزمن الصعب الذي لا يرحم .

هذا الزمان أتعب ابن الوطن نفسه فكيف بلاجئ لا يملك سوى الكرامة التي بدت تتلاشى لعدم الانتباه لهذه الشريحة المهمشة أو الاهتمام بها ؟ .

فلسطينيو العراق اعتبروا أن جنسيتهم الفلسطينية سبب بلائهم وهي من جعلتهم ليكونوا بؤساء محطمون مذلولون بلا كرامة . فالكل يعتاش على قضيتهم ويتاجروا فيها و يوعدون بحلها خاصة بدل الايجار . وبدل الايجار حق شرعي وليست مساعدات مثلما يتحدثون الداعون بحقوق الإنسان .

في اليوم استلم عشرات المكالمات من فلسطينيين قطعت عنهم مفوضية اللاجئين ايجار شققهم واخرهم اللاجئ الفلسطيني ايوب الذي حلفني أن أكتب عن معاناته الملتهبة . ايوب الذي يبلغ فوق الخمسين من العمر . يعيش وحيدا فريدا بعد أن توفت اخته التي كانت تعمل خادمة في نادي حيفا الفلسطيني يعطوها اجر بخس . ايوب الذي يعاني الأمراض و يشتري الدواء بأسعار غالية لتثقل كاهله وتمنعه من سداد ايجار شقته الصغيرة وكأنها كهف مظلم فايوب هو انموذج بين ٢٠٠ من ارباب العوائل .

في الآونة الأخيرة تعرض الكثير منهم لجلطات قلبية ودماغية ومنهم من مات ومنهم من حاول الانتحار بسبب عدم تمكنهم من دفع الإيجار في ظروف صعبة للغاية . وصاروا هؤلاء المظلومون يعدون في اصابعهم عن كل وفاه تحصل ليدونوها في سجل عزائهم التي لا تنتهي ما دام مفوضية اللاجئين تتعامل معهم وفق ما تقتضيه حاجتهم السياسية ؟! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here