٨ شباط طاعون الفاشية !

كل المجد لشهداء الوطن، والخزي والعار لمطايا الإمبريالية وال ( CIA) من انقلابيي 8 شباط 1963 المشؤوم !

تعود بنا الذكرى الى ” 8 شباط 1963 ” هذا اليوم الدموي في تاريخ العراق المعاصر والذي فتح الأبواب مشرعة لكل ماجرى ويجري للعراق وفيه ، فلا يعني ذلك حثّاً للخيال ، قدر ما يعني استعادة ذلك الموقف والمصير الإنساني الفاجع والمؤرق ، الذي يتشابه كثيراً مع مصائر مئات الآلاف من العراقيين المغدورين والعراقيات أيضاً، كما و يتشابه فيه القتلة كذلك ، بغض النظر عن الزمان والمكان ، إذ بلغت جرائم الانقلابيين خدم المخابرات الأجنبية حدا أصبحت فيه عمليات التعذيب والاغتصاب والقتل مشاهد يومية، يمارسها مسلحوا “الحرس اللا قومي ” في مقراتهم وفي المعتقلات الكثيرة، بحق كل وطني مخلص وكل من يشتبهون في ولائه لمشروعهم الهمجي والعنصري البغيض ، إذ كنا شخصيا أحد ضحايا ذلك الانقلاب الفاشي شأننا شأن كل من كان يناهض المشروع (الانجلو -أمريكي ) حيث تعرضنا الى التعذيب الشديد في ” مسلخ الادارة المحلية ” سيء الصيت ومن ثم تم حجزنا لمدة عام تقريبا في القلعة الخامسة / الموقف العام باب المعظم . ويكفي ان نعود الى كتاب “المنحرفون” الصادر عن سلطة انقلاب تشرين 1963 التي اطاحت بحكم العفالقة المجرمين وحرسهم اللا قومي ، والذي نقل عن الضابط والوزير ” نعمان ماهر ” قوله آنذاك: “ان اليوم الذي شهد ولادة الحرس القومي ومكتب التحقيق الخاص لن يذكره التاريخ إلا بشعور من الخجل والعار” !! لقد لعب الانقلابيون على وتر العنصرية والطائفية البغيض، وانفردوا بالسلطة واستحوذوا على مقدرات البلاد، وحكموا بالقبضة الحديدية استبدادا وعسفا، ، وانتهجوا طريق التمييز العنصري والطائفي، الذي ترك في ما بعد آثارا وخيمة على نسيج المجتمع العراقي،حتى بات اليوم يهدد الوحدة الوطنية ، لا يحتاج المرء منا الى عبقرية ليتبين له مدى ارتباط انقلابيي شباط بالمخابرات الاجنبية ودور وكالة المخابرات المركزية الأميركية في انقلابهم المشبوه و على سبيل المثال لا الحصر ، أخبرنا شخصيا أحد الأقرباء يسكن معنا حاليا في لندن و( لا يسعني ذكر إسمه ) وكان برتبة ملازم اول طيار وذو توجهات قومية واشترك بعدها في حركة “عارف عبد الرزاق “، حيث عادت به الذاكرة وشرح لنا كيف كانت طائرات النقل الحربية الكبيرة تقف عند نهاية ممر الهبوط الطويل في مطار الحبانية قادمة من دولة مجاورة صبيحة يوم الانقلاب وهي تنقل العتاد للدبابات، والاسلحة الخفيفة لعصابات وقطعان ال ( S-S الفاشية ) كما أخبرنا ايضا انه لم يسمح لهم بالاقتراب من تلك الطائرات !!) ومن منا ينسى ما قاله علي صالح السعدي ( أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث) وكرره مرارا في مناسبات عدة وهو ( جئنا الحكم بقطار امريكي ! ) إضافة الى انه سبق وأشار اليه الملك حسين بن طلال في مقابلة أجراه معه محمد حسنين هيكل رئيس تحرير صحيفة الاهرام في فندق (كريون ) في باريس الى علاقة الإنقلابيين البعثيين بالأميركيين !!
لا بد لنا من أن نورد في هذا الإطار مقتطفاً من رسالة الشهيد سلام عادل التي وجهها إلى لجان المناطق والمحليات قبل اعتقاله بأيام تقييماً للانقلاب الفاشي حين قال: “ان الدكتاتورية السوداء الجديدة لم تأتي للقضاء على الدكتاتورية الفردية كما تزعم، ولم تأت من أجل تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية. ان طبيعة الدكتاتورية السوداء الجديدة لايمكن سترها بغربال من الديماغوغية والتهويش. انها ذات طبيعة رجعية قومية يمينية شوفينية عنصرية طائفية، وطبيعتها تخدم بالدرجة الأولى الاستعمار والرجعية والأقطاع. إنها تمثل حركة مشبوهة سوداء للنكوص ببقايا
مكتسبات ثورة 14 تموز. إنها تحمل راية مهادنة الأستعمار الامريكي والانكليزي وشركاتهما النفطية. إنها تحمل راية تخريب البقية الباقية من النزر اليسير من حريات الشعب ومنظماته ونقاباته وجمعياته المهنية والثقافية !!

اليوم ونحن نستذكر 8 شباط الأسود ونقرأ بعضاً أو كلاً من هذا التاريخ الدموي الذي يستهوي البعض ويتغزل به بعض المتغزلين أود أن أبصق على هذا التاريخ (٨ شباط الأسود )، إذ لا أدري كيف يتغزل المتغزلون بتاريخ قام على الذبح والقتل وانتهاك الحرمات والدماء والاستخفاف بحياة وعقل الإنسان، والإعجاب ببضع شراذم من القتلة والسفاحين و ويسمون تلك الحركة المشبوهة بالثورة ؟ سبق وأن ذكرنا أنه لا مبرر لأي قتل وسفك للدماء وجز للرقاب تحت أي اعتبار وإلا لتساوى هذا المنطق مع منطق جماعات تورا بورا ووعاظ القتل امثال بن لادن والزرقاوي ومنطق هتلر وموسوليني وجورج بوش وبلير ونتنياهو ، فلكل من هؤلاء منطقه وأسبابه وتبريراته للقتل وسفك الدماء، ولكنهم جميعًاً زملاء ورفاق وأخوة في عشق القتل وتنشق رائحة الدماء وتبرير الإجرام !
فاروق جواد رضا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here