البقاء لإعلام الازمات!

مهند محمود شوقي

بلا أدنى شك ونحن نعيش زمن الخلافات في العراق وعلى كافة الأصعدة منذ أن تشكل العراق قبل مئة عام والى يومنا هذا اقصد هنا بعد أن سمي العراق الديمقراطي الحديث ونحن نعاني خلافات متجددة تربعت على عرش نشرات الأخبار والبرامج السياسية أو الاجتماعية على شكل محاور وضيوف ومنها إلى نزالات الطرح الخلافي بين الجميع … من يتلاعب بهذا الدور هو المحاور الذي تقيمه القنوات على أساس إدارته لمحاور الخلاف وكيفية تفننه في إيقاد شرارة الخلاف بين ضيوفه ليتحول لاحقا ذلك العراك إلى نسبة مشاهدة من خلالها يقيم البرنامج والقناة والمحاور وحتى الضيوف المحليين !
تلك الأدوات بكل مافيها ساهمت وبشكل فعال على إيقاد نار الخلافات في العراق الى حد اخطر ما يوصف بالكبير فعلى أرض الواقع هناك أحزاب وجماهير ومحليين وسياسيين ينقسمون بحسب الدستور إلى مكونات تظهر الخلافات فيها من خلال قنواتنا العراقية أو العربية على حد سواء !
و بالمجمل من الحالة تلك صار العراق يقيم عربيا ودوليا بأنه الاكثر خلافا بين مكوناته على إثر ما يصل للمتلقي في تلك الدول المحيطة والأبعد منها .
السؤال الأهم من المستفيد من تأجيج ذلك الخلاف وهل الديمقراطية في العراق تتيح( شر الغسيل )أمام الملئ أو تسمح بدورها بتحشيد الأمم والشعوب لقتال بعضها !
المؤسف جدا أن تلك البرامج وفي معظمها لم تتحدث بالمطلق عن حلول بقدر ما تسعى إليه لتأجيج نار الفرقة وتعزيز دور الفرقة بين الأحزاب و جماهيرها … تارة من خلال ضيوفها المتضادين عقائديا أو قوميا أو مذهبيا وتارة من خلال أخبارها التي تتحدث عن ذات الواقع الذي صنعته تلك المحطات ! أو برامجها التي يديرها (شارلك هولمز) أو المحقق كونان أو السيدة الباحثة عن الحقيقة والسلام ؟ والجميع منهم متهم بنظر البعض الآخر وفي القنوات المتضادة الأخرى ؟
يبدو أن اللعبة في حسابات الإعلام نحو البقاء من عدمه تخضع لأيديولوجيات تشابه إلى حد ما تلك التي تحدث عنها دارون في نظرية النشوء عن (البقاء للأقوى) وان تغيرت الحالة في الاعلام لتكون (البقاء لمن يشعل نار الأزمات)…ويبدو بأن قدر الشعب أن يعيش الخلاف من خلال تلك القنوات التي تتحدث عن الشعب كخبر وتحث الشعب على الخلاف وهو الخبر القادم !!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here