دائماً وعلى مر التاريخ الأمة الكوردية الجريحة تدفع الثمن غاليا

محمد مندلاوي

آه، حقاً أن الأمة الكوردية أمة جريحة ومظلومة منذ عصور غابرة وحتى الآن تتوالى عليها المآسي والويلات بدءً من جرائم ذاك البابلي نارام سين 2254- 2218 ق.م. ومن ثم جرائم التي قام بها الآشوريون 1250- 612 ق.م. الذين قدموا من شمال الجزيرة العربية إلى كوردستان واستوطنوا ما سمي فيما بعد نينوى. وهكذا الجرائم التي قام بها الأخمينيون الفرس 550- 330 ق.م. . وبعدهم جاء إسكندر 336-323 ق.م. الذي قدم من مقدونيا في أواسط أوروبا وبدء حربه ضد الأخمينيين من مدينة أربيل التي هي اليوم عاصمة جنوب كوردستان. لا ننسى أن الحروب التي دارت بين اليونان والرومان من جهة والإيرانيون من جهة أخرى في الغالب كانت ساحتها كوردستان. وفي صدر الإسلام جاءت الجحافل العربية باسم الإسلام سبوا النساء والأولاد، وقتلوا الرجال، ونهبوا الأموال، واحتلوا البلد احتلالاً استيطانياً إلى يومنا هذا. ومن ثم جاءت الإمبراطورية العثمانية التركية، والصفوية الإيرانية التي أيضاً كانت ساحة الوغى بينهم كوردستان. وفي العصر الحديث، جاءت دولتان استعماريتان من أوروبا هما بريطانيا وفرنسا اللتان جربتا طائراتهما الحربية وأسلحتهما الحديثة الفتاكة ومنها السلاح الكيماوي على رؤوس أبناء الشعب الكوردي المسالم في جنوب وغرب كوردستان. طبعاً لا ننسى الكيان التركي، الذي تأسس على معاداة الشعب الكوردية وأعلن الحرب عليه منذ أن تأسس عام 1923 من قبل جماعة لوزان.. وإلى يومنا هذا. والحرب العراقية الإيرانية هي الأخرى دارت رحاها في كل من جنوب وشرق كوردستان وقتل خلال سنواتها الثمانية عشرات الآلاف من أبناء الشعب الكوردي الذين لم تكن لهم في هذه الحرب لا ناقة ولا جمل بمجرد أن وطنهم كوردستان يقع بين كل من العراق وإيران. وقبل انتهاء الحرب اللعينة بأيام أمر المجرم اللعين صدام حسين بضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي وحدث ما حدث. ومن ثم أمر بعمليات العسكرية المجرمة باسم الأنفال التي قام بها الجيش العراقي المجرم وراح ضحيتها 182000 كوردي بريء بين طفل رضيع وشيخ طاعن بالسن وشاب في مقتبل العمر. وبعد أن انتهت الحرب جاءت داعش التي ترك لها النظام الشيعي الحاكم في العراق كل أسلحتها الثقيلة والخفيفة ومليارات الدولارات والدنانير في بنوك موصل والهدف كان حتى تستولي عليها وتتوجه إلى الكورد في إقليم كوردستان لقتلهم كما فعلت من جرائم في غرب كوردستان، ألا أن فتيات وفتيان الكورد دحروها وقضوا عليها قضاءً مبرماً وأنقذوا البشرية وتحديداً أوروبا من شرورها.
وفي هذه الأيام العصيبة حلت مصيبة كبرى بالأمة الكوردية المظلومة في كل من شمال وغرب كوردستان، ألا وهو الزلزال المدمر الذي ذهب ضحيته عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب الجريح، ودمرت آلاف المباني. إن الشيء الذي يحز في النفس أن الكوردي يموت لكن حتى موته هذا يسجل ويذاع باسم شعب آخر ودولة أخرى!! حيث نستمع إلى وسائل الإعلام وهي تنقل الفاجعة وتقول أن الزلال ضرب كل من تركيا وسوريا، مع أن الزلزال ضرب كوردستان ولم يضرب تركيا ولا سوريا ألا جزئياً. ألا يعلم الإعلام.. من ضمن عشر محافظات دمرها الزلزال ثمانية منها كانت كوردية في شمال كوردستان، واثنان تركية أو مختلطة. وهكذا حدث في غرب كوردستان لم يضرب محافظات عربية في سوريا ألا أن الزلزال سُجل باسم سوريا!!. مسكين هذا الكوردي حتى عندما يموت لا يذكر لا هويته القومية ولا اسم وطنه المحتل من قبل العرب والأتراك والإيرانيون!!!. إن استمر هذا النكران المتعمد لوجود الأمة الكوردية العريقة على أرض وطنه كوردستان سيبقى هذا النكران لطخة عار على جبين المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول صاحبة القرار كالولايات المتحدة الأميركية، ودول الاتحاد الأوروبي. نستثني روسيا وشلتها.. لا نطلب منهم شيئاً لأنهم في كل الأزمنة كانوا مع الظلام والأوباش ضد الشعوب المضطهَدة.

13 02 2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here