السياحة في الفضاء استفزاز لمتضرري الكوارث

بروفسور عبودي جواد حسن\استاذ في اللغويات والترجمة

يقول المثل المصري( اللي عنده قرش محيره يشري حمام ويطيروه) يقوم هذه الايام اثرياء الغرب من متخومي الثراء برحلات سياحية الى الفضاء الخارجي ( Outer Space) ولمدة دقائق وتكلفهم الملايين بل المليارات من الدولارات لسبب رئيسي وهوالرغبة في تفردهم عن عموم الناس لرؤية كوكبهم وهم خارج الغلاف الغازي
( Atmosphere) وذلك للشهرة وللترويج لنشاطاتهم التجارية.
هذا النوع من السياح يشتمل على اصحاب نشاطات تجارية عالمية عملاقة ( Giant Global Businesses) تدر عليهم بالميارات من الاموال سنويا وهي نشاطات تجارية في مجال الطيران والموسيقى ودور النشر والكتب و صناعة السيارات والذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence AI) من امثال ريتشارد برانسون من العملاقة في ميدان رجال الاعمال رئيس مجموعة فيرجين الشهيرة عالميا وجيف بيزوس المؤسس والرئيس التنفيذي للامزون وهي من المؤسسات التجارية المعروفة و الون مسك من كبار الاسماء في الصناعة الفضائية و السيارات الحديثة وغيرهم من كبار رجال الاعمال.
وقد يلتحق بهذه المجموعة بيل غيتس(Bill Gates ) رجل مايكروسوفت والبليونيرالمعروف ولكن للحق القول انه بذل بعض الجهو في محاولة التعامل مع بعض الامراض المستوطنة في افريقيا ( Epidemic Diseases ) مثل ال ايبولا والملاريا ووجهت له بعض الاتهامات التشكيكية في نواياه من قبل وسائل الاعلام في الغرب .
كل هذه المجهودات والاموال من اجل دقائق في الفضاء الخارجي والنتيجة النهائية هي الشهرة عبر وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقرؤة من خلال ما يصرح به السائح الثري هذا عن مشاهداته وهو خارج الغلاف الغازي للارض. و يذكر انه سبق ذلك محاولات انطلاق فاشلة من قبل بعض هؤلاء الاثرياء للخروج خارج النطاق الغازي للارض. وربما يمكن القول ان العملية هذه برمتها لها بعض المردودات الايجابية التي يمكن اجمالها بانها تحفييز للابداع العلمي وتطوير اخر ما توصل اليه المعنيون في ميدان الفضاء.
و بما ان معظم هؤلاء الاثرياء هم من الغرب المتخم ماليا لذا قد تحمل هذه العملية في طياتها محاولة لايجاد منفذ
( An Exit)لبعض سكان الارض للهروب والتخلص من العيش مع بقية الباقية من سكان الارض وذلك من اجل الشعور بالامان والاطمئنان الذي قد يجدونه في كواكب اخرى كما يدعون . الم يكن الاجدر بهم محاولة صرف هذه المبالغ في حل المشاكل العالقة والتي يعاني منها البشر على هذه الكوكب كمشاكل متضرري الزلازل المفجعة كما حصل في تركيا وسوريا و مشاكل الفقر والتشرد والاوبئة المستوطنة (Epidemics) والجوائح (Pandemics ) والمجاعات (Famines )و والجفاف ( Drought) والحروب.. الخ في دول كانت ترزح تحت وطأة دول استعمارية معروفة ظلت رازحة على صدور شعوب الدول الفقيرة واستغلت مواردها لسنين طوال.
الم تكن هذه المحاولات استفزازا لفقراء هذا الكوكب وخاصة من دول العالم الثالث الذين لايجدون ما يسد رمقهم والذين تعبث بهم كوارث الطبيعة وتغيرات المناخ بشكل خاص ونجد اقرانهم من سكان هذا الكوكب ينفقون الاموال على امور اقل اهمية بكثير ويتركون باقي البشر يعانون من ضنك العيش واخطار الطبيعة.
خلاصة القول نعم يستوجب على البشرية العمل على تطوير بحوث الفضاء وتشجبع الاختراع والابداع وهي مسائل مهمة لكن في المرحلة الحالية هناك امور اهم تهدد الحياة على هذا الكوكب ولا يجب الاستسلام والهروب الى امور اقل اهمية وتحقيق مكاسب ذاتية من طرف القلة المحظوظة(The Lucky Few ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here