إن افتكاري فيك يكفيني

إن افتكاري فيك يكفيني

فالحب وهم في خواطرنا

كالعطر، في بال البساتين

قدوتنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نسائه؛ أَعَزَهِنَّ وأكَرَمَهِنَّ..

بقلم: نيرة النعيمي

على نغم سمفونية بيتهوفن الخامسة “ضربات القدر”، أسيرة هجست في أذني تترجاني لأكون قلمها، تبدو كالقاتلة وهي مقتولة، وتتراءى كالغالبة وهي مغلوبة، مذنبة بلا ذنب، تساءلني هل الحب خطيئة؟ أم أن جريرتي أني ألقت بي الأقدار بينهم؟ شرعت أطوف بذاكرتي فيما قرأت واستحضر قصصا مضت على أذني، أردف الحرف تلو الحرف لأسطر مقالا من عصارة فكري يكون جلاء للصورة التي نعيشها، في ضوء مبين عن حقيقتها وتلافيفها، لا هي دحض لأفكار مجتمع، ولا دعوة للانحلال. إنما نداء واستنهاضا للحقيقة، نداء للوعي، نحن مجتمع خالط عاداتنا الخطأ والخلل، لماذا لا نصحح مواطن الخلل؟ أم أن عقلية القبلية التي تكتب الشتات الأبدي على المتاحبين، ميراث القرون الأولى، جزما مستحيلة التعيير؟

فطرة الحب جعلت من محب مازال في فن الحب طفلا تأججت مشاعره، لتحمله روحه في وغْر النهار، بأن خربش خفية على حائط الحب غرام وليس حرام بُرعم تعلق قلبه بزميلته، كتب رسالة طفولية التعابير، اقتبسها من أبيات لشاعر أسير للهوي، أدخلها في الأنبوب المعدني للطاولة، مداريا حبه، قرأتها، رمقته بنظرة طفيلية غزلية، أهدته ابتسامة مفتاحا لباب الوصل، عاش الحب بأعف معانيه، ليهب سني عمره هائما في هواها، نسي أنها مغلوبة وهو القتيل بلا اثم ولا حرج ….لستُ من كثيري التحدث عن تجارب لم أمُر بها مسبقاً، ولكنني في الوقت نفسه كثيرة التحدث ومن المناديين للحب، تلك المشاعر الصغيرة التي تدغدغ القلب؛ فتنعشه وعلى رغم تنوع الحب فهو كثير التواجد في الكتب وأحياناً بين زوايا المُدن الهادئة الجميلة، بين الزهور والفن بأشكاله، إلا أن هناك حب الأشخاص الذي تتمسكه رغبة واحدة جميلة أسنها الكون لنا ألا وهي الزواج. فالزواج هو أقوى العلاقات التي تربط اثنين يجمعهما القدر ليكملا حياتهما سوياً، والتي تكون عبارة عّن علاقة يشهدها شاهدين ومأذون شرعي منجزة بالقول والفعل، بالسعادة والحب، وأهم كل تلك الأشياء الاحترام، الاحترام المُبنى على رغبة متوازنة بين القلب والعقل أن نكمل سوياً، نتغاضى عن أخطاء بعضنا البعض وتارة أخرى نحاول إصلاحها وتأهيل حياتنا ونفسياتنا لتقبل الآخر وتغيراته المزاجية وظروفه المادية والمعنوية لكلا الطرفين.وفي طريقك لاتخاذ هذه الخطوة لإتمام مشروع ناجح وأسرة مستقرة، عليك بداية أن تؤهل نفسك على تقبل الخسارة والربح وأنكَّ هنا لستَّ وحدك لتستطيع التصرف كما شئت إنما عليك الحذر على مشاعر والانتباه جيداً لشعور الطرف الآخر، فعليكما سوياً تفتحا صفحة بيضاء، صادقة وواضحة، ليس هناك سوداوية التشاؤم أو الخوف من اتخاذ خطوة للأمام، ففي ظل الانفتاح التكنولوجي الرهيب في وقتنا الحالي لم تعد كلمة خصوصية بالشيء المعتاد أو الضروري، إنما نستطيع أن نسكن ساكني منازل بعضنا البعض ومعرفة أسرار البيوت بسهولة، وهذا يخول لنا التعمق في مشاكل الآخرين وازدياد سلبيتنا من فكرة الزواج والارتباط على أنها مؤسسة فاشلة وقفص سيحد من حريتنا في الحياة وهذا كله بسبب الأبواب المفتوحة على بعضنا البعض ومشاهدة الكثير من تجارب الآخرين الفاشلة في الزواج أو الانفصال، فكما نعلم جيداً كميات الطلاق المتزايدة على مستوى وطننا العربي والزواج الغير مُبنى على شيء وليس بالضرورة أن يكون أساس البناء هو الحب عموماً إنما كما ذكرت بداية على الاحترام. على المرأة أن تدرك أن الرجل يملك عالمه الخاص الذي يحتاج دائماً أن لا تجادله أو تعترض عليهِ وأن تدرك أيضاً أن هناك طفل صغير يختبئ وراء ملامحه الخشنة بعد إدراك أهم خطوة لأجل تأهيلنا لهذا المشروع الصحي، علينا التخلص من فكرة أن الزواج رحلة يفوتنا القطار، لطالما ترددت على الأسماع قطار وزواج، “فاتك القطار أو هيفوتك القطار” ونحن لسنا على دارية هل بالفعل الزواج رحلة علينا أن نلتزم بشراء التذكرة بوقتها وأن ننتظر قبل بوقت؛ تلاشياً لتضييع محطة القطار؟ بالطبع لا! فرغم اختلاف وجهات النظر، الأفكار والتقاليد تجاهه، إلا أن الزواج هو خطوة أساسية كونية متواجدة على مدى العصور والأزمان وسيستمر باختلاف فقط طريقة إتمامه فهو عبارة عن انتقال جذري بداية من فرد إلى فردين ومن ثم إلى مجموعة، محاطين بمنزل تستقر بهِ ربما إلى الأبد أو لبعض الوقت وهذا يعتمد علينا في الاجتهاد جيداً لتكليل هذا المنزل وهذه المجموعة بالطمأنينة والسعادة وإعاقة جميع المسببات لأجل إيقاف استمراريته واتباع سنة ديننا الإسلامي اليسير في ذكره تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”. أيضاً عليكما كلاً من الطرفين تقبل فكرة أن رحلة البحث عن الشريك المثالي رحلة طويلة ومتعبة وفي كل مرة نتعمق ببعضنا البعض أكثر من اللازم بحثاً عّن المثالية فسوف يزيد خصامنا لبعضنا البعض وأن الكمال لله وحده، حيث التصور المثالي للزواج والحياة معاً هو فقط لين أسلوبنا لبعضنا البعض، احترامنا لبعضنا البعض وإدراك ما يجول في كل نفس بعضنا البعض.. بداية على الرجل أن يدرك أن المرأة تدرك جيداً بالرغم من استقلاليتها وتميزها، إن قادت مراكب فضائية أو تسلقت أعلى القمم من النجاح فهي كائن لطيف يكتفي بمنزل صغير مفعم بالطمأنينة والأمان وتقديرها جيداً، صوت رجل حنون وقلب رحيم ولا يهم مدى ثرائه أو وسامته فهو ليس من الضروري غني أو وسيم، إنما يدرك جيداً كيف يتعامل معها في غضبها، يساند كل خطوة تتخذها للاعتزاز بنفسها والأهم أن يحب ماهيتها وكينونتها كزوجة، حبيبة، صديقة وأم. وعلى المرأة أن تدرك أن الرجل يملك عالمه الخاص الذي يحتاج دائماً أن لا تجادله أو تعترض عليهِ وأن تدرك أيضاً أن هناك طفل صغير يختبئ وراء ملامحه الخشنة، فهو في كل لحظة يُجِد في توفير المادة والأمان لأسرته إلا أنه بحاجة ماسة لزوجة متفهمة، واسعة الصدر تستطيع أن تحتضن غضبه وقسوة الحياة الخارجية عليه. فكلا الطرفين عليه أن يسعى جيداً إلى التوافق وتقبل الآخر وليس التطابق وأن نعيش الظروف المناسبة وليس المثالية.فإلى زوجي المستقبلي.. سوف يأتي يوم وتقرأ هذا ستقارن علاقتنا سوياً، فهذا بداية الوعد سأجتهد جيداً لأجل علاقة أبدية، ولكن أريدك أن تبحث جيداً في كلماتي هذه عن عدم خوفي هذا لا يعني اندفاعي.. وأن المرأة بكينونها الجميل ولطفها وقوتها إلا أنها تريدك سيد الموقف وأن تحتوي كل ما تملكه من مشاعر، ألا تستهين ببكائها أو صمتها أحياناً، سعادتها المفرطة واهتمامها الزائد. أن تتقبل أيامنا سوياً المُرة والحلوة وأن ليس بالضروري أن نحافظ على جمال علاقتنا كما في البداية، سوف تأتي أيام خصام وأيام وفاق وفي كلتا الحالتين أري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here