حياتك أقدس من عقيدتك * :
بقلم مهدي قاسم
في مشهد أشبه بحلم سمعتُ حكيما يقول لتلميذه وهما يتفرجان على تماثيل إلهات قديمة ومتسخة بفضلات طيور أضحت مقر استراحة مؤقتة في هجرانها جنوبا و غربا ، فقال الحكيم :
ـــ مثلما الخالق الأعظم هو أقدس من مخلوقاته ..
فكذلك حياة الإنسان أقدس من جميع عقائده التي أوجدها” بعض ” للحصول على مهابة و مزايا مادية واعتبارية أو على السلطة عموما ..
وهي العقائد التي صنعها بشر بقوة عقولهم و ثراء مخيلتهم الخصبة للهيمنة و بسط النفوذ أولا و ليتركوا أثرا في التاريخ ثانيا ..
لذا ………………..
فلا تفرط بحياتك من أجل عقيدة ما ، تكون قد تحولت إلى عقيدة جماعية..
فربما ستكتشف ذات يوم و أنت قد بلغتُ من العمر عتيا :
أنها كانت عقيدة سقيمة ، أو ظالمة ومضرة بحق بشر آخرين ، ربما تكون قد تركت خلفها ضحايا كثيرين وعذابات هائلة وفظيعة ..
وقد تأسف و تندم ، بعد فوات الأوان ، لكونك قد أهدرت ردحا مديدا من حياتك في خدمة عقيدة مضرة و باطلة كهذه ..
هذا …………………………………………………
دون أن أعرف هل كنتُ أنا التلميذ أم الحكيم ! ..
أم كليهما في واحد متحد في لحظة تجلِ مبهرة ..
……………………………………………………
متذكرا في الوقت نفسه ثمة عشرات عقائد قد كشف الزمن زيفها و بطلانها و إضرارها الكبيرة ، ثم ركّنها على رفوف النسيان ، لتنتهي عرضة للغبار والانقراض البطيء ..
بينما عقائد أخرى تشق طريقها نحو نفس المصير المغبر و الزوال الأكيد ..
* ( مقطع حواري من قصة طويلة لي بعنوان ” مرايا مقعرة “.
Read our Privacy Policy by clicking here