انا لا أتفق معك إطلاقاً

الفروق الفردية الوراثية والتربية الأسرية والمحيط والمدرسة وما يمرّ به الفرد من تجارب وما يتعلمه من خبرات خلال العمل والدراسة والمصلحة الذاتية والمبادىء التي يؤمن بها ، وما تتركه التجارب من بصمات تجعل كل فرد يختلف عن الآخر مهما تشابهت الميول والإتجاهات والطبائع والأذواق ونظرتنا إلى الحياة وفلسفتها والوجود وكينونته، ولهذا نختلف في الآراء ، وهذا من طبيعة الحياة ، ولكن ! ، محاولة قلب الحقائق التاريخية وتشويهها وتبرير سرقة المال العام وتبرير
السجون والمعتقلات والتنكيل بالخصوم التي تعبر عن رأيها بشكل حضاري وسلمي
من قبل أنظمة دكتاتورية شوفينية قبلية عشائرية مناطقية يندى لأفعالها الجبين خجلاً
وقد يصل رد فعل السلطة الدكتاتورية إلى التصفيات الجسدية خوفاً على مراكزها ، وهذا مما لا يمكن السكوت عنه أو التغاضي عن المتبجحين والمطبلين والمدّاحين لمن كانوا في قمم وسفوح السلطة ، وتجميل صورهم الإجرامية القبيحة بحق الشعب والوطن وتبرير أفعالهم ، وهذا لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام .
ومما دفعني للكتابة في هذا الموضوع ، هو وجود هذه الفئات بيننا في الوطن
الأم وبلاد المهجر ، وتبريراتها ما أنزل الله بها من سلطان ، ودفاعها عن أنظمة
شوفينية مقيتة وهي تتقيأ سماً زعافاً وحقداً دفيناً وكأن كل حريص على الوطن والشعب عدوها اللدود ، وتتغنى بحقب مأساوية ومعاناة رهيبة لمعظم أبناء الشعب
جراء حروب عبثية مجنونة لم تجلب للعراق غير الخراب والدمار وقوافل الشهداء
ما عدا عرش الدكتاتور وحاشيته والمستفيدين والوصوليين والطفيليين الذين لا هم
لهم سوى مصالحهم الشخصية الضيقة ، وهم كانوا ولا يزالوا نفس الوجوه الكالحة
تكشر عن أنيابها متى ما سنحت لهم الفرصة ، ليجعلوا الباطل حقاً وبالعكس .
وهذا لا يعني إن الأنظمة الحالية قد غيّرت الوضع ، بل يمكن القول ، الوضع
أسوأ مما كان في بعض المفاصل ، فإذاً الدوامة مستمرة ومعاناة الشعب لم تنتهِ .
ويقول المثل العراقي ( الي إستحوا ماتوا ) فقليلاً من الخجل والحياء ، وقيل أيضاً
( إن لم تستح فإفعل ما شئت ) ، وكان الله في عون الشعب العراقي المسكين ،الذي ليس له إلا النضال المستمر وطلب العون من الله القدير وهو الملاذ الأخير، والسلام لكل من ينظر بميزان العدل والحق والضمير بتجرد عن المصالح الشخصية الضيقة
ويعمل بها ، قولوا معي آمين .
منصور سناطي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here