ايهما يكذب ؟ .. السوداني أم أتباع النظام الإيراني بخصوص وجود داعش ؟

ايهما يكذب ؟ .. السوداني أم أتباع النظام الإيراني بخصوص وجود داعش ؟

بقلم مهدي قاسم

كتبنا ــ مثلما غيرنا ــ عشرات مقالات عن النشاطات والأعمال الإرهابية لعصابات داعش في العراق أثناء سيطرتها على محافظات عديدة ــ بالتواطؤ من حكومة نوري المالكي السابقة ــ و بعد عمليات التحرير لتلك المناطق وهزيمة داعش ، قلنا مامعناه :

إن هزيمة داعش ميدانيا لا يعني هزيمتها وجوديا ، و خاصة أن غالبية عناصر داعش في العراق هم كانوا ولا زالوا من سكان محليين الذين يتعاطفون مع أفكار داعش ويؤمنون بها لأسباب دينية وطائفية في آن واحد ..

ومن هنا صعوبة هزيمة داعش على المدى القريب أو المنظور ، لوجوده في الأذهان والأفكار كعقيدة دينية متطرفة ، متشددة ، طموحة لتأسيس دولة الخلافة ، بعدما نجحت في ذلك ذات مرة ــ ولو حتى لفترة قصيرة بفضل نوري المالكي ــ وإن كان من الممكن تحييده وتهميشه دائما بهدف الحد من نشاطاته الإرهابية التي غالبا ما تستهدف الرعاة المساكين والقرويين المسالمين ، فضلا عن استهدافها المرّكز للقوات الأمنية بين حين و آخر ..

و تأكيدا على وجوده كتنظيم مسلح إرهابي متوحش لا يستثني أحدا ممن يعتبره خائنا أو متجاوزا على عقيدته الظلامية ، فيقوم هذا التنظيم بين أسبوع ، بالأحرى بين شهر وآخر بعملية اعتداء على القوى الأمنية والمدنية ، أما المحصلة : فحدوث عشرات من عملية إرهابية على مدار السنة مما ينتج عنها سقوط عدد من ضحايا بين قتيل وجريح ..

و هذا يعني بكل وضوح وجود تنظيم داعش وجود واقعي و خطير في العراق ( و حسب تقديرات مسؤولين أمريكيين يبلغ هذا العدد بين ستة وعشرة آلاف عنصرا داعشيا ) وقد يكون هذا الرقم مبالغا به من قبل المسؤولين الأمريكيين بهدف و ذريعة بقاء قواتهم العسكرية في العراق ــ ولكن حقيقة العمليات الإرهابية لداعش المتكررة بين أسبوع أو شهر تؤكد و تُشير إلى وجود أعداد ليست قليلة لعناصر داعش في العراق وهو الأمر الذي ينفي قول رئيس الحكومة محمد السوداني الذي يزعم في تصريحه ـ أدناه ــ :

ــ” ولا وجود لداعش في العراق * ”

في مقابل تأكيد بعض الأحزاب والميليشيات التابعة للنظام الإيراني على وجود داعش و تهديده الكبير على الوضع الأمني في العراق ..

علما توجد هناك بعض التقييمات والتكهنات تُشير إلى قيام هذه المليشيات نفسها أما بعمليات إرهابية ، لتنسّبها إلى داعش أو تتواطأ مع داعش لجعل منه بعبعا ، كتبرير وذريعة بهدف تمديد بقاء هذه الميليشيات في مناطق الانبار و صلاح الدين والموصل وديالى، في الوقت الذي وجودها غير مرغوب بها لطابعها الطائفي المهيمن ..

يبقى أن نقول أنه بعد انتهاء عهدي حكومة نوري المالكي التي أججّت النعرات والفتن الطائفية ، وجاءت محلها حكومة حيدر العبادي وفيما بعد حكومة الكاظمي ــ التي بدت أقل طائفية و أكثر انفتاحا على المناطق الغربية، فأن تنظيم داعش قد فَقَد حواضنه في المناطق الغربية على نحو كبير ، حتى بالكاد أو نادرا ما تحدث هناك عمليات إرهابية ، على عكس من مناطق ديالى ، و امتداد جبل حمرين وانتهاء بمناطق الشمال حيث تكثر وتزداد العمليات الإرهابية على نحو ملفت ومدعاة للتفكير بوجود تواطؤ و ضلوع من قبل هذه الجهة أو تلك ، التي ربما تتعاون مع داعش أو تغض النظر عن نشاطاتها الإرهابية بهدف إحداث فوضى أمنية ..

و هذا يعني إنه كلما شعر مواطنو هذه المناطق بالانفتاح الحكومي نحوهم ضمن رعاية الدولة ، ومن خلال القيام بتنفيذ مشاريع إعمارية وخدمية ووظيفية تخدم مصالحهم ، كلما أضحى وجود داعش مرفوضا و منبوذا من قبلهم ..

هامش ذات صلة :

*(السوداني: لسنا في حاجة للتحالف الدولي ولا وجود لداعش في العراق

قال “نحتاج مساعدة المجتمع الدولي في استرداد المطلوبين الإرهابيين ومنع تمويلهم عن وكالات أنباء مختلفة ” ) .
(مراقبون: هجوم الطارمية يكشف قدرة داعش على تهديد بغداد

بغداد/ حسين حاتم

من جديد، عاد الاضطراب الأمني في قضاء الطارمية شمالي بغداد متزامنا مع زيارة مليونية وسط العاصمة، إذ أسفر تعرض الخميس الماضي عن سقوط ثلاثة شهداء بينهم ضابط وجرح 5 اخرين، مقابل قتل ثلاثة إرهابيين، أحدهم يرتدي حزاما ناسفا.

وأعلنت خلية الاعلام الامني، استشهاد ثلاثة عناصر في الجيش بينهم ضابط رفيع، من جراء تفجير حزام ناسف، أعقب اشتباكات مع مجموعة تابعة لداعش شمالي بغداد. وذكرت خلية الإعلام، في بيان، أن “قوة من لواء المغاوير/ قيادة عمليات بغداد تمكنت من مداهمة وكر لعصابات داعش الإرهابية، وقتل ثلاثة إرهابيين، أحدهم يرتدي حزاما ناسفا وذلك في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد” ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here