تشابه بين صدام وبوتين في الحماقة ..

صدام حسين:
نشبت الحرب العراقية الإيرانية بعد أن قصفت إيران بعض البلدات الحدودية العراقية ، وإعتبرها العراق بداية حرب ، فالغى صدام إتفاقية الجزائر الذي وقعها هو نفسه عام 1975 وفي 22 أيلول 1980 إجتاحت القوات العراقية الأراضي الإيرانية بتقدم محدود ، ثمّ إسترجعت إيران أراضيها في 1982 وأصبحت هي المهاجمة ، وإستمرت الحرب 8 سنوات وإنتهت بقبول الطرفين قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 ، بعد أن خسر الطرفان خسائر بشرية تقدر بمليون عسكري ومدني دون إي تغييرات في الحدود ، وشبهت بالحرب العالمية الأولى من حيث حفر الخنادق والأسلاك الشائكة والهجمات بالموجات البشرية وإستخدام الأسلحة الكيميائية كغاز الخردل .
حماقة صدام وعدم الإكتراث بالنتائج الكارثية وخطأ في الحسابات العسكرية كان السبب في هذه الحرب المجنونة .
واما الحرب العراقية لإحتلال الكويت ، فكانت للكويت ديوناً على العراق تقدر ب 60 مليارا دولار ، وطالب العراق بإلغاء الديون الكويتية والسعودية لأن العراق خاض الحرب مع إيران دفاعاً عن البوابة الشرقية للوطن العربي ، مدعياً أن الكويت كان يسرق النفط من الآبار والتآمر ضده بزيادة إنتاج النفظ لخفض أسعاره .
وفي 2 آب 1990 غزت القوات العراقية الكويت وإحتلتها من أربع محاور ب20 الف جندي واحتلت العاصمة الكويتية ، واعتبرتها المحافظة 19 وضمتها إلى العراق وألغت كل السفارات فيها و سفاراتها في العالم .
وفي 17 كانون الثاني شنت قوات التحالف هجوماً كاسحاً على القوات العراقية
وبعد قرار مجلس الآمن الدولي رقم 678 والقاضي بإنسحاب العراق النهائي 15 كانون الثاني 1991 ، لكن العراق لم يكترث ، فكانت الكارثة على العراق عسكرياً وإقتصادياً وفرض حصاراً إقتصادياً صارماً على العراق ، مات من جرائه الاف الإطفال والمسنين من الجوع وسوء التغذية ونقص الأدوية . وكانت خسائر الأقتصاد العربي 620 ملياراً من الدولارات والكويت والعراق في مقدمة المتضررين .

فلاديمير بوتين :
أخطأ بوتين في حساباته عندما إعتقد أن روسيا لها القدرة على تحقيق اهداف سريعة في الحرب ،وإن اوكرانيا ليس لها القدرة على المقاومة ، وأن اوروبا الغربية لايمكنها الإستغناء عن الغاز الروسي ، ولهذا لا تجازف بتقديم المساعدات لأوكرانيا و هناك خيط رفيع بين الحكمة والحماقة ، فالدول الأوروبية بتحالفها هي قوة ردع قوية ضد الديمقراطية في بلدانها ، وقوة عسكرية لا مثيل لها في العالم ومع الولايات المتحدة شكلت قوة ردع للقوات الروسية التي سمحت للقوات الأوكرانية بشن هجمات مضادة وإسترجاع مدن واقاليم كانت قد إحتلتها روسيا .
ولم تكن العقوبات على روسيا كافية لإجبارها على الإنسحاب بماء الوجه من اوكرانيا ، ولهذا فإن روسيا لا تقبل أن تهان كقوة عظمة ، وأوكرانيا هي حرب وجود بالنسبة لها ، ولهذا إيجاد حل وسط غدا أكثر صعوبة كلما إستمرت المعارك
تكون أكثر ضراوة وفتكاً وتدميراً للبنى التحتية .
إن إنزلاق بوتين في الحرب الأوكرانية شجعه عند إحتلا ل القرم والغرب لم يفعل شيئاً ملموساً سوى فرض بعض العقوبات الإقتصادية التي لم تتأثر بها روسيا .
الآن تريد الدول الغربية تأديب بوتين لكي لا يقدم على مجازفة أخرى مستقبلاً ، ضد دول اوروبية شرقية أخرى ، ولهذا أدخلت التطورات التكنلوجية والحرب السيبرانية والذكاء الصناعي للتشويش على الخصم والطائرات المسيّرة ( الدرونز)
والتنصت المخابراتي والأقمار الصناعية التي مكنت القوات الأوكرانية بتوزيع قواتها بشكل ذكي وجعلت القوات الروسية في حالة إشتباك دائم وعدم الإستقرار مما اعطى روحاُ معنوية عالية للقوات الأوكرانية .
فهل تشابه بوتين مع صدام في الحماقة ؟ هذا متروك لرأي القراء الكرام .
متمنين الحكمة والراي السديد لوقف هذه الحرب التي لها تأثيراً قوياً على إقتصاد العالم أجمع وتهديداً للديمقراطية وللقانون الدولي بإعتداء دولة لها حق النقض الفيتو على دولة أخرى ذات سيادة .
منصور سناطي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here