باسل عباس خضير
ليس الهدف من وضع شعار ( الجامعة للمجتمع ) او شعار ( الجامعة المنتجة ) هو لتجميل لصورة او سمعة الجامعات ، وإنما الهدف وضع الاستراتيجيات والخطط والفعاليات المناسبة لتطبيق تلك الشعارات لتكون الجامعة على صلة بالمجتمع من حيث تبادل الأثر والتأثير الايجابيين والعمل على تلبية الاحتياجات وتحسس المشكلات ووضع الحلول لمختلف القضايا والمواضيع ، فالجامعة تمتلك الإمكانيات العلمية والمهنية والبشرية لتقديم ما يحتاجه المجتمع من متطلبات انسجاما مع مسؤوليتها الاجتماعية بهذا الخصوص ، والجامعات التقنية الأقرب لبلوغ الأهداف كونها مصممة بالأساس للتوأمة مع أسواق العمل بنظرة مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار مختلف المتغيرات لتواكبها وتتفاعل معها لتكون بمستوى التحدي المطلوب ، والجامعة التقنية الوسطى واحدة من الجامعات التقنية الحكومية التي تأسست عام 2014 وترتبط بها مجموعة من الكليات والمعاهد التي تتولى إعداد الأطر التقنية من مستوى الدبلوم للدكتوراه ، وتتواجد تشكيلاتها في عدد من المحافظات ( بغداد ، ديالى ، الانبار ، واسط ) وهي من الجامعات التي أثبتت قدرتها في توفير ما تحتاجه نشاطاتها التدريسية والتدريبية والبحثية والإنتاجية لتجسيد الأهداف التربوية والعلمية والوطنية في استقبال الطلبة وتخريجهم وتقديم الخدمات للبيئة المحيطة محليا وإقليميا وعالميا ، وقد أسهم تمسكها بالجامعة المنتجة في تدبير أجزاء مهمة من احتياجاتها التي لا يمكن توفيرها من التمويل المركزي ، ولا تنفك هذه الجامعة عن تقديم المزيد من المبادرات والإبداعات التي تهدف لتوظيف طاقاتها المتاحة في تقديم كل ما هو مفيد ، ورغم إنها ترتبط هيكليا بوزارة التعليم العالي إلا إنها تستثمر بشكل كفوء هامش المبادرة المتاح لها بموجب السياقات الرسمية في بلوغ العديد من المجالات في مجالات وتخصصات متنوعة وولوج ما هو متطور وجديد بما ينعكس على جودة التعليم ويضيف لها الإمكانية في توسيع فعالياتها لتستوعب مبادرات منتسبيها من الملاكات التدريسية والتقنيين وبقية العاملين وبمشاركة طلبتها باعتبارهم الأساس في تنمية ما يملكوه عند انتقالهم لحقول العمل بما اكتسبوه من معارف ومهارات وتطبيقات وأفكار مؤجلة للتنفيذ .
وتتنوع مبادرات الجامعة لتشغل حيزا كبيرا يصعب إدراجه بعدد محدد من السطور ، وفي يوم مفعم بالحيوية والنشاط شهدت الجامعة مجموعة من الفعاليات في 23 شباط الجاري وهي ليست فعاليات طارئة وإنما جزءا من نشاط مستمر تم الاطلاع عليه ، وبرعاية رئيس الجامعة التقنية الوسطى وبحضور جمع غفير من قيادات الجامعة وعمدائها وأقسامها ا وتشكيلاتها وبمشاركة ضيوف من قطاعات وحقول العمل من مختلف القطاعات ، تم افتتاح معرض التوظيف والابتكار الرابع الذي أقيم في رحاب معهد الفنون التطبيقية ويمثل المعرض تظاهرة علمية واجتماعية يتفاعل فيها الإبداع والابتكار ، حيث تعرض نتاجات الطلبة وبإشراف أساتذتهم والملاكات التقنية ولكل الاختصاصات التي تضمها الجامعة في الجوانب الهندسة والطبية ونظم المعلومات والإدارة والزراعة والفنون التطبيقية ، وتعرض الأقسام نماذج منتقاة من الأعمال ضمن مشاريع تخرج الطلبة او ما تم تبنيه من ابتكارات وإبداعات، وأثارت المعروضات إعجاب الحاضرين وحظيت بعضها باهتمام ممثلي قطاعات الأعمال الحكومية والخاص حيث تتاح لهم الفرصة في هذا المعرض للالتقاء بالطلبة المنتجين ومناقشتهم في سبل تطوير هذه الأعمال لتحويلها فيما بعد لاستثمارات للتوسع بها كمنتجات، ومن الممكن أن تثمر عن اتفاقات لجذب الطلبة وتوظيفهم او التعاقد معهم بعد التخرج ، وتشكيلات الجامعة تبدي استعدادها او تكفلها في تقديم المشورة والمساهمة بكل ما تحتاجه تلك المشاريع بما تنعكس فوائده على قطاعات الأعمال والاقتصاد الوطني لسد الحاجة الداخلية او لتعويض المستورد بالمنتج المحلي وربما تصدير الفائض ، وفي كرنفال ثقافي بهي تم افتتاح فعاليات معرض الكتاب السنوي تحت عنوان ( نقرأ معاً ) بدورته الثالثة وجمع في أروقته عناوين شتى وأفكارا متنوعة ، ليفتح الأبواب لآفاق وعلاقات متنوعة تتسم بالفكر القيم والروح الإيجابية لبناء ثقافة العراق الجديد ، ويعد المعرض تلاقحا ثقافيا بين الثقافات المتنوعة ، وقد شهد حضورا مميزا لأكثر من عشرين دار نشر عراقية وعربية وبمشاركة ٢٧٥٠ عنوان وتم من خلاله الاحتفاء بأعمدة الفكر والثقافة والإبداع وتحول بفعل حسن الإدارة والعرض والتنظيم لكرنفال ثقافي ضم تحت لواءه مبدعي الفكر الإنساني في المجالات المتنوعة ، ومثل بمجمله فرصة للتزود المعرفي والثقافي واقتناء الكتب المتنوعة في الأدب والفكر والمعرفة ، والمعرض مثل دافعا مهما لملاك الجامعة وطلبتها لانتقاء أحدث إصدارات الدور العربية والعراقية ، وتم استثمار هذه المناسبة للتعريف بتطبيق المكتبة المركزية لنظام ( الباركود ) الذي اتبعته الجامعة وسيعمم على تشكيلاتها كافة ، وقدمت مديرة المكتبة شرحا مفصلا عن هذا النظام والخدمات التي يمكن توفيرها للطلبة والباحثين من داخل وخارج الجامعة ، تحية للجامعة رئاسة وعمادات وإدارات ومنتسبين وطلبة وهم يقدمون دون انقطاع ما يثلج الصدور ويطمأن بان مسيرة التعليم التقني بخير وهي تتجه لبوصلتها في خدمة العلم والوطن والشعب .