القوة العضلية واهميتها في الانجاز الرياضي .. القسم الاخير

القوة العضلية واهميتها في الانجاز الرياضي

ا . د . قاسم المندلاوي — القسم الاخير —

تؤكد الدراسات و الابحاث العلمية ان القوة تعد من اهم عناصر اللياقة البدنية في تطوير وتحقيق انجازات و ارقام قياسية عالمية ، وان مستوى تنمية القوة مرتبط ايضا بوزن الجسم ، فالابطال ثقيلوا الوزن يحققون قوة اكبر مقارنة بمن هم اخف وزنا ، لهذا السبب قسمت العاب القوة و القتالية ” رفع الاثقال ، المصارعة ، الملاكمة ، الكاراتية ، الجودو ، التايكواندو ، الكيك بوكسينغ ، الجوجتسو ، الايكيدو وغيرها ” حسب الاوزان .. وعلى الرغم من العلاقة بين حجم العضلة و القوة ، ولكن اية زيادة للقوة لا تعني ضرورة زيادة حجم العضلة او حدوث ” التضخم العضلي ” حيث نشاهد رباعين ذوي الانجاز العالي لا يملكون عضلات ضخمة في حين ابطال ” بناء الاجسام ” يمتازون بتضخم عضلي كبير لكن قوتهم العضلية بشكل اقل ، و يحتاج لاعب الجمباز وفعاليات القفز والوثب و عداء المسافات القصيرة الى قوة نسبية الذي يحققه قياسيا لوزن جسمه ، ولاجل تحقيق زيادة القوة النسبية من الضروري التدريب المتواصل بمقاومة متوسطة مع زيادة سرعة الانقباض العضلي .. من جانب آخر فان ” ظاهرة السمنه ” الزيادة في الوزن بسبب ” القشره الشحمية الزائدة في الجسم ” تؤدي الى ضعف و فقدان القدرة الحركية ، حيث يشكل هذا الوزن عبئا ثقيلا مما يحتاج الجسم الى قوة كبيرة للاداء الحركي ، فضلا عن التاثير السلبي لتراكم الدهون في العضلات حيث تؤدي الى عرقلة الانقباض العضلي ، كما ان زيادة الدهون ” الكولسترول ” في الجسم ، وعلى الرغم من اهميتها كمصدر للطاقة الا انها تعرض حياة الانسان للخطر حيث تعرقل حركة الدم في الشرايين والتي تؤدي الى جلطة قلبية او دماغية او ذبحة صدرية ، ويؤكد اطباء علم التشريح ان طول العظم يمثل احد الصفات الوراثية التي تؤثر بشكل كبير في انتاج القوة ، فاللاعب الذي يتميز بذراع طويل نسبيا يعاني من صعوبة اداء تمارين القوة ، وتدل الدراسات ان القوة العضلية تكون متشابهة ومتساوية بين الذكور و الاناث في مرحلة الطفولة ، وبعد سن المراهقة الذكور اكثر قوة من الاناث واكثر استجابة لتنميتها ، ويؤكد خبراء المدرسة الامريكية بان اعلى قوة عضلية لدى الذكور في عمر 20 الى 30 سنة ، بينما اعلى قوة يمكن ان تحققها الفتاة في عمر 22 سنة وتستمر القوة في الزيادة لديها لغاية سن 25 سنة و يمكن المحافظة على القوة العضلية لغاية سن 30 الى 35 سنة ومن عمر 40 سنة تبدا القوة بالانخفاض ويكون معدل الانخفاض للاطراف السفلى اكبر منه في الاطراف العليا … اما بالنسبة للعوامل العصبية ، وبالدرجة الاولى ” التوافق العضلي – العصبي ” فالدراسات الفسلجية تؤكد ان درجة الانقباض العضلي تتغير بتاثير القدرة الوظيفية للجهاز العصبي المركزي ، فالعضلات ترتبط باعصاب يعمل على انقباضها وانبساطها فضلا عن الاوعية الدموية و اللمفاوية المنتشرة فيها ، بقصد تغذيتها ، وتزداد القوة بشكل كبير نتيجة تحسين التوافق الداخلي للعضلة ” كعامل اساس ” وقد وجد ان اللاعب الذي يتدرب وبشكل منتظم وطبقا لخطط تدريبية مبرمجة يستطيع استخدام 95 بالمائة من المجموع الكلي للالياف العضلية اثناء التقلص ، وتتاثر هذا الجانب بالعوامل النفسية ايضا ، مثل ” قوة التركيز و التحفيز والانتباه و الاخبار السارة او العكس وغيرها ” ، فالعوامل النفسية تؤثر وبشكل كبيرعلى انتاج القوة حيث الانفعالات السارة و المفرحة من خلال التشجيع المعنوي و الدعم والاغراء المادي تقوي الارادة والرغبة والثقة بالنفس وجميع تلك العوامل تؤثر وتزيد من انتاج القوة العضلية و العكس خلال الانفعالات المحزنة و المزعجة مثل ” القلق و الخوف و التوتر والاخبار غير السارة وغيرها ” تؤدي الى ضعف الرغبة وفقدان الثقة بالنفس وتؤثر سلبا في انتاج القوة العضلية ، ويؤكد خبراء علم النفس الرياضي ان القوة العضلية يمكن ان تزيد بفعل اي حدث خارجي مفاجئ او اي مؤثر مستفز ، و يلاحظ ذلك بوضوح من خلال تغيرات لون الوجه ” كاحمرار او اصفرار الوجه ” او حركات اللا ارادية لمقاطع الوجه و الشفتين والعين وخاصة لدى لاعبي دفع الكرة الحديدية ” قذف الثقل ” ورمي الرمح والقرص و المطرقة وكذلك لدى الرباعين وهناك مدربون يقومون على استفزاز لاعبيهم قبل بدئهم بمحلولة القفز او رفع الاثقال او قبل المشاركة في السباق بهدف التركيز المطلوب ، ويؤكد خبراء التدريب ان مثل هذه الاثارات و المؤثرات المفاجئة من شانها وضع الجهاز العصبي المركزي في حالة يقظة وتاهب افضل مما يؤدي الى تقوية الوحدات الحركية بشكل اكبر مقارنة بالظروف الاعتيادية ، فيوصل اللاعب الى ذروة قوته الحقيقية او اكبر ، كذلك للمرونة العضلية تاثير ايجابي على انتاج القوة ، فالعضلة التي تمتاز بالمرونة و المطاطية و الرشاقة و التوازن و التوافق وغيرها تستطيع انتاج كمية اكبر من القوة مقارنة بالتي لا تتميز بهذه الصفات ، ومن الضروري استخدام تمارين المرونة والرشاقة في بداية التدريب وقبل اداء تمارين معقدة وصعبة ، وهناك ايضا علاقة كبيرة بين قوة السرعة وعمر اللاعب ، حيث تزداد السرعة وتصل الى قمتها في عمر 18 الى 24 سنة في المسافات القصيرة ” 50 م و100 م و200 م ” وتعتمد قوة السرعة ايضا على كمية انتاج الطاقة المخزنة في العضلات حيث تعد مادة الفوسفو كرياتين المخزنة في العضلات المصدر الاول والاساس لتحرير الطاقة والحفاظ على السرعة القصوية لفترة 30 – 35 ثانية ” فضلا عن عوامل تدريبية و جسدية الاخرى التي تعتمد عليها السرعة مثل ” قوة العضلات ، طول الجسم ، و قدرة التنفس اللاهوائي وغيرها ” وتزداد قوة السرعة لدى الذكور في عمر 17 سنه وتصل الى قمتها بين 20 – 21 سنة في المسافات 100 م الى 200 م ويمكن المحافظة عليها لمدة 3 – 4 سنوات اخرى ، وبعدها تبدا بالانخفاض مع التقدم في العمر، بينما ترتفع قوة السرعة لدى الاناث لتصل الى اعلى قمة في عمر 17 – 22 سنة .. وحسب راي علماء التدريب الرياضي ان افضل فترة للبدا في تدريب السرعة ” للجنسين – ذكور واناث ” في عمر ” 10 – 12 سنة ” .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here