أقدارُ العيش

عمر بلقاضي / الجزائر

***

غَدَوْتُ اليومَ مُسْتَلَباً

فلا تسألْ على حَالي

زمانُ التَّيْهِ أرْهقَني

بِحبِّ الجاهِ والمالِ

أخوضُ العيشَ في عَنَتٍ

وأشقى خَلفَ آمالي

لقد أعيا الفؤادَ ضَنا

متاهاتي وتِرْحالي

أريدُ الدَّرْبَ مُختَصرًا

فأشكو ثِقْلَ أشغالي

وأرزاقي مُحدَّدةٌ

بأقدارٍ وآجالِ

حياتي غيرُ خاضعةٍ

لأفكاري وأعمالي

فكمْ نالَ الغِنَى وعَلَا

كسولٌ غيرُ فعَّالِ

وكم ذاقَ الخَصاصَةَ في

دُروبِ العيشِ أمثالي

ألا إنَّ الحياةَ هُنا

بِبَلْواها كَغِرْبالِ

فقد تُعْلِي ذَوِي دَعَةٍ

وفِكرٍ واهِنٍ بَالي

وقد تُشْقِي عباقرةً

بسوءِ العيشِ والحالِ

وتلكمْ فتنة ٌكُتِبتْ

بأمْرٍ مُحْكَمٍ عَالي

فطُوبَى للأُلَى صَبَرُوا

بطَبْعٍ غيرِ بطَّالِ

وما زاغُوا وما نطَقُوا

بإثمِ القِيلِ والقالِ

ومَنْ شُدَّتْ مَدارِكُهمْ

عَنِ الفَحْوَى بأقْفالِ

فيومُ الدِّينِ مَوْعِدُهمْ

لأنكالٍ وأهوالِ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here