ذي قار/ حسين العامل
كشفت قيادة شرطة ذي قار عن تحرك للقبض على المتسببين بالنزاعات العشائرية مؤكدة اعتقال 9 منهم في قضاء كرمة بني سعيد واحالتهم الى القضاء، وتوقيفهم وفق قانون مكافحة الارهاب، وذلك في وقت شهدت فيه مناطق متفرقة من المحافظة استهداف عدد من منازل المواطنين بمواد متفجرة.
وذكر بيان لقيادة شرطة ذي قار تابعته (المدى)، انه “على خلفية نزاع عشائري في قضاء كرمة بني سعيد (40 كم جنوب الناصرية)، تم توجيه قوة مشتركة من قسم شرطة الحسن المجتبى وفوج الطوارئ السادس لتنفيذ عملية أمنية مشددة”.
وأضاف البيان، “وعلى الفور ضربت طوقا أمنيا حول محل الحادث والمباشرة بالمداهمات والتفتيش وملاحقة مثيري النزاع والبحث عن الأسلحة النارية”.
وأكد “إلقاء القبض على 9 متهمين وإحالتهم إلى القضاء بتهمة الإرهاب”، مبينا ان “قاضي التحقيق قرر توقيفهم استنادا إلى المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب”.
وتابع، أن “قائد شرطة المحافظة اللواء مكي شناع الخيكاني أكد عدم التهاون مع أية جهة تحاول إرباك الوضع الأمني واتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن المحافظة”.
وشدد الخيكاني خلال جولة تفقدية إلى قضاء الرفاعي (80 كم شمال الناصرية) على “اهمية استمرار عمليات فرض القانون وحصر السلاح بيد الدولة وملاحقة المجرمين”.
واورد البيان ان “قائد الشرطة اطلع خلال لقائه مدير وضباط ومنتسبي قسم شرطة قضاء الرفاعي على الوضع الأمني في القضاء المذكور وآلية تطوير الخطط والبرامج المستقبلية الكفيلة بالحفاظ على ديمومة الأمن”. وشدد، على “أهمية العمل بروح الفريق وتنفيذ اوامر القبض بحق المطلوبين قضائيا واتباع المهنية العالية خلال اجراء الممارسات الأمنية”.
ويأتي التحرك لملاحقة المتورطين والمتسببين بالنزاعات العشائرية في وقت تجددت فيه عمليات استهداف دور وممتلكات عدد من المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة بالأسلحة والمواد المتفجرة والحارقة لأسباب لم يكشف عنها، اذ شهد الاسبوع الفائت تسجيل 4 حوادث من هذا النوع. ورصدت المدى خلال الاسبوع الماضي عدة حوادث امنية تمثلت بتعرض منزل مواطن في قضاء الناصرية لاستهداف برمانة يدوية يوم الخميس الفائت تسببت بإضرار في واجهة المنزل وإضرار بالعجلة، فيما تمكنت القوات الامنية يوم الاربعاء من تفكيك ورفع قنبلتين يدويتين وضعتا داخل بستان في قضاء الشطرة شمال الناصرية دون تسجيل أية اضرار.
فيما كشفت احداث يوم الاحد عن اعتقال متهم أثناء محاولته حرق إحدى المدارس وسط الناصرية، اذ اشارت مصادر امنية الى ان “دوريات قسم النجدة القت القبض على المتهم (س ع خ) يبلغ من العمر 17 عاماً اثناء محاولته حرق احدى المدارس وسط الناصرية”.
وافادت بضبط قناني مملوءة بالبنزين وآلة جارحة بحوزة المتهم الذي اتخذت الاجراءات القانونية بحقه وتوقيفه اصولياً.
في حين كشفت احداث اليوم الاول من الاسبوع الماضي عن قيام 3 اشخاص مجهولين بإطلاق النار على برج تابع لشركة اتصالات اهلية في قضاء كرمة بني سعيد ولاذوا بالفرار الى جهةٍ غير معلومة. ويعزو المراقبون أسباب تكرار النزاعات العشائرية إلى شيوع النعرات العشائرية وهيمنة العادات والتقاليد المتخلفة، وانتشار مختلف أنواع الأسلحة من بنادق وقاذفات ومدافع هاون وأسلحة رشاشة في المناطق الريفية، فضلاً عن ضعف قبضة القانون وعجز القوات الأمنية عن الحد من تلك النزاعات والحيلولة دون اندلاعها، مؤكدين ان ما يفاقم مشكلة النزاعات العشائرية هو استقواء العشيرة بسياسيي السلطة والفصائل المسلحة المتنفذة وهذا ما يجعل سلطة العشيرة فوق سلطة الدولة والقانون.
وكشفت قيادة شرطة ذي قار في (7 كانون الثاني 2023) عن تحرك لاحتواء النزاعات العشائرية بالتنسيق مع شيوخ ووجهاء العشائر في المحافظة.
وكانت قيادة شرطة ذي قار قد اشارت في الـ (26 كانون الاول 2022) الى تراجع حدة النزاعات العشائرية خلال النصف الثاني من عام 2022 بواقع 50 بالمئة، مبينة ان ما تم تسجيله خلال النصف الاول يتراوح ما بين 10 الى 15 نزاعا خلال الاشهر الستة الاولى من العام المذكور، فيما تم تسجيل نحو نصف عدد النزاعات خلال النصف الثاني من العام نفسه.
وكانت محافظة ذي قار قد شهدت خلال النصف الاول من عام 2022 تصاعداً في وتيرة العنف العشائري تجاه الشركات النفطية والسلم الاهلي اذ بلغ الامر حد اغلاق حقل الناصرية النفطي وإطلاق النار على العاملين في أحد المشاريع النفطية في شهر شباط الماضي ومصرع مهندس في موقع العمل إثر اعتراض العشائر على مرور انبوب نفطي في اراضيهم، فيما حذرت شركة نفط ذي قار من آثار التهديدات العشائرية على عمل الشركات الاجنبية.
في حين تسبب نزاع عشائري آخر، بتعطيل الدوام الرسمي في إحدى مدارس المحافظة وفقا لوثيقة صادرة من تربية المحافظة في منتصف تشرين الاول 2022.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط