نهاية إسرائيل على يد حكومة اليمين المتطرف

وفاء حميد

تتزايد الأزمة الداخلية في دولة الاحتلال ، ويتزايد الاعتقاد أن النظام السياسي للاحتلال في خطر ، والتخوف الذي يسود دولة الاحتلال وداعميها من استبدال الآلية الليبرالية القائمة في دولة الكيان بأخرى استبدادية ، مع إن هذه الآلية تطبق فقد على الإسرائيليين أنفسهم وليس الفلسطنيين الخاضعين لاحتلال قاهر .

حالة الاستقطاب السياسي يبدو أنها وصلت ذروتها يوصف أنه يوم التشويشات الوطني وتم إغلاق الشوارع الرئيسة ، وطلب وزير الأمن القومي ” ايتيمار بن غفير ” قائد الشرطة ، فتح الشوارع ولايسمحوا للمواطنيين (الإسرائيليين) بتشويش الروتين اليومي .

ومنذ وصول حكومة اليمين المتطرف لسدة الحكم وعشرات ألوف الإسرائيليين ينتشرون في الشوارع لإسقاط ” نتنياهو” لتقويضها الديمقراطية التي يتعين بها بنو إسرائيل كما يقول المتظاهرون الإسرائيليون :”إن هذه الحكومة تستهدف القضاء على القضاء في الدولة العبرية ” بعد تقديمها مقترحا للبرلمان بماتسميها الحكومة ” باصلاحات متعلقة بالقضاء” وماتسميها المعارضة الإسرائيلية “خطة القضاء على القضاء” .

وهذه الحكومة تواجه معارضة شرسة من الإسرائيليين أنفسهم حيث 62% من الإسرائيليين يعارضونها ، وخروج ” نتنياهو” لوصفهم بأنهم يسار وعرب ، توعده المتظاهرون بالمزيد .

إسرائيل التي قامت على احتلال الأراضي الفلسطينية يختلف دورها عن دول في العالم . جاؤوا من شتى أصقاع العالم يحكمون أرضا وشعبا اصليين ، وبالقوة عملوا على طمس كل ماقبلهم وإحلال بنيان جديد مكانه ، دولة اسرائيل على ارض فلسطين ، إلى لغة دخيلة على المنطقة العربية هي العبرية إلى شعب جديد في الثقافة والدين ، كيان قام على جمع شتات يهود من العالم . واليهود منقسمون أكثر من عرقية فهم الاشكناز وسفرديم الشرقيون وفلاشا قادمون من افريقيا السمراء ، ولعل مظاهرات الفلاشا اكبر دليل على عمق الانقسام داخل إسرائيل ومجتمعها اليهودي نفسه ، ومن يعيش داخل إسرائيل فان الطبقية والامتيازات التي تذهب للاشكناز الغربيين واضحة ، وهناك انقسامات ايدلوجية لاتقل حدية عن العرقية ، فالمجتمع الإسرائيلي قام بداية على الاشتراكية والعمال الذين حكموا طوال سنوات منذ قيام إسرائيل حتى صعود اليمين الذين جلوهم راسماليين واليسارالإسرائيلي مقابل اليمين ويمين متطرف ومتدينون وإضافة إلى هذه الانقسامات،انقسامات أخرى اليهود الشرقيون فيهم اليهود متعددي الجنسيات مغاربة ومصريين وآخرين وداخل اليهود الغربيين ” الاشكناز” هناك انقسامات اروبيون شرقيون واروبيون غربيون وامريكيون هي انقسامات داخل انقسامات ، حتى لو أوحت إسرائيل أن مواطنيها على قلب واحد ، فالقلوب شتى وكذلك الأهواء والمصالح .

وكما تفجر اليسار في مظاهراته الأخيرة سبقهم “الفلاشا ” قبل ذلك ، وكان ” السفرديم ” سبقوهم في سبعينيات القرن الماضي ، والعرب داخل الكيان ومحيطها مصدر قلق لاسرائيل .

وان الانفجار في هذا السياق محتوم خاصة اذا ماتطورت حدية التعبير خاصة من العرب الكثر في اسرائيل ومحيطها في الضفة وغزة هذا أكثر مايقلق الحكومة ففي الذاكرة انتفاضة اولى وثانية . نموذج الجنوب الافريقي ونظام الفصل العنصري التي اسقطته مظاهرات سلمية .

المتظاهرون تسببوا بالاحراج الكبير كما أنها قادرة على الانتشار والتوسع واستقطاب متظاهرين في داخلها ومحيطها بالملايين كيف ستقمعها إسرائيل ، سيناريو لن تتمناه ابدا الحكومة اليمنية ولطالما ماسيرعبها فكرة أحد مكوناتها خرج ليتظاهر ، فإنه سيفتح شهية البقية إذا ما أتت هذه المظاهرات اكلوها هي تشجع العديدين لو نجح اليسار في مطالباته واسقط حكومة اليمين فإن مظاهرات أخرى قد تنبثق ، وربما سيكون السيناريو الاصعب وقد يكون وبالا على إسرائيل .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here