محافظة المثنى.. شاهد حيّ على الفشل وسوء الإدارة


لطالما تربعت محافظة المثنى على المراكز الأولى في تصنيفات ومستويات الفقر وسوء الخدمات وتهالك البنية التحتية، على الرغم من ان هناك تخصيصات مالية يعتبر جيدة، ومن شأنها أن تسهم في بناء المحافظة وإعمارها، إلا ان المحافظة مصنفة على انها الأشد فقراً، وهذا ما يعزوه معنيون إلى الفساد والسرقات وتقاسم المغانم بين الجهات المهيمنة على المحافظة، والذي عطل الكثير من المشاريع فيها.

10 مليارات دولار

واعلنت هيئة استثمار المثنى، أخيراً، عن عدد المشاريع الصناعية المنجزة وغير المنجزة في المحافظة، مؤكدة أنها تشكل ثلث المشاريع الصناعية في العراق.

وقال مدير الهيئة في المحافظة عادل محمد، في تصريح تابعته “طريق الشعب”، ان “عدد المشاريع الاستثمارية الصناعية في البلاد بلغ 328 مشروعاً استثمارياً، حصة المثنى منها 110 مشاريع”، مبيناً ان “هذه المشاريع توزعت بين السكنية والخدمية والصناعية الزراعية والصحية والترفيهية والكهربائية، وغيرها من المشاريع القطاعية الاخرى”. وأضاف أن “بعض المشاريع دخلت مرحلة الإنتاج، فيما سيدخل البعض الاخر خلال الايام القليلة المقبلة العمل أيضا”، واصفا العام المقبل بأنه سيكون “عام الحصاد الاكبر للمشاريع الصناعية”.

ولفت إلى أن “الكلف المالية لهذه المشاريع تجاوزت 10 مليارات دولار أمريكي”، موضحا أن “المشاريع المذكورة المتنوعة التي عمدت هيئة المحافظة إلى استقطابها، ساهمت بتشغيل أكثر من 54 ألف عامل من أبناء مدينة السماوة وضواحيها”، مشيرا إلى أن “هناك مساعي لإدخال اكبر عدد من الأيدي العاطلة عن العمل، في المشاريع الجديدة الصناعية”.

“الاسوأ بين مؤسسات المحافظة”

وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس محافظة المثنى سابقاً د. غازي الخطيب ان “الكثير من مشاريع دائرة الاستثمار في المحافظة اما تتم بصورة غير دقيقة او انها غير واقعية اساساً، ونتفاجأ دائماً من احاديث المسؤولين عن المحافظة في الفضائيات، كأنها مدينة مزدهرة، بينما في الواقع الوضع سيء ومأساوي”. واضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلاً ان الفساد ونهب المال العام “اثرا على السماوة، فالمحافظة تتميز في كونها اشد المحافظات فقراً، وهنالك مجاميع تهيمن على المدينة واستثماراتها بالكامل”، مؤكدا انه “يجري الحديث هنا وهناك عن مشاريع واستثمارات بأموال طائلة لكننا لم ولن نرى اي انعكاس لها على ارض الواقع، وما هي الا محاولة للتسويق”. ونوه إلى ان “الأموال التي تم هدرها كانت كفيلة بأن تعالج اوضاع المحافظة وتنقله الى مستوى اخر، عندما كنا في مجلس المحافظة كانت هيئة الاستثمار تتميز بكونها الاسوأ، من بين المؤسسات الاخرى، وفيها الكثير من الانحرافات والسرقات، وهو معروف لسكان المحافظة”. واشار الخطيب في حديثه الى ان “هيئة النزاهة في المحافظة تمتلك الكثير من الملفات والقضايا تحت يدها وبإمكانهم تحريكها، ولكن المصالح السياسية تحول دون ذلك، ويجري العمل تحت شعار (اغطيلك وغطيلي)، بينما السماوة قابعة في الفقر الشديد والاوضاع المأساوية على مختلف الصعد، واغلب الاستثمارات هي عائدة لتلك الجهات التي تهيمن على محافظة المثنى وهي تخدم مصالحهم، لا مصالح الناس”.

وخلص الى ان “مصير هذه الاموال كمصير سابقاتها، فهم منذ سنين يسيرون على هذا النهج ولن يحيدوا عنه، فهم مترابطون مع الكثير من الجهات مثل شبكة العنكبوت، بما فيها ادارة المحافظة، وهذا ما يئن تحت وطأته عامة الشعب، لا سيما أهالي السماوة”.

مشاريع متلكئة بالجملة

وعلى صعيد متصل، علق الناشط عبد الحسين السماوي، وهو احد ابناء محافظة المثنى على تصريح مدير الهيئة، الذي وصفه بـ”الخيالي، البعيد والمنفصل عن الواقع”، منوها الى ان المحافظة تعاني اليوم على مختلف المجالات، ولا يوجد فيها اي استثمار يرقى الى مستوى الطموح.

وعن هذه المشاريع، قال السماوي في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان هناك “مشروع جسر الصدرين منذ 10 سنوات وحتى الان غير مكتمل، حتى اصبح مكبا للنفايات ومرتعا للحيوانات والمواشي، وايضاً مشروع معمل سميت المثنى وهو معمل قديم ومنتج، سحبوا الاستثمار عنه، وتم تفكيكه وايقافه عن العمل، ووزعوا العمال في الصنع على دوائر الدولة”.

وزاد السماوي على حديثه أن “هناك ايضا مشروع المستشفى الألماني بسعة 400 سرير وحتى الآن غير مكتمل، وهذا نتيجة للفساد المستشري في داخل المحافظة، فالملفات الكثيرة التي تتم اثارتها في الرأي العام تمر مرور الكرام، ولا تتم محاسبة اي فاسد”.

ونبه الى ان “المواطن في المحافظة اليوم هو المتضرر الوحيد من هذه السياسات الفاشلة، ولا يثق باي وعود او احاديث عن الاعمار في المحافظة، فالتجربة كفيلة بان ترفع من وعي المواطن وتجعله يدرك بأن القوى المهيمنة على المدينة لا تنظر الى مصالح الناس والفقراء، وإنما لمكاسبها الاقتصادية والنفوذ السياسي”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here