64 عاما على حركة الشواف في الموصل, حدث, وعبرة

مازن الشيخ
[email protected]

في مثل هذا اليوم,التاسع من مارس 1959 استيقظت مدينة الموصل على بث من اذاعة محلية,يعلن من خلالها امرموقع الموصل,العقيد الركن عبدالوهاب الشواف انفصال مدينة الموصل عن الجمهورية العراقية الوليدة,وذلك احتجاجا على اقامة مهرجان السلام على ارض ملعب الادارة المحلية فيها,والذي نظمه الحزب الشيوعي العراقي,وحين اتي بالمحتفلين بقطارحمل عنوان(انصار السلام)على الرغم من اعتراض وجهاء المدينة التي يغلب عليها المحافظون
تلى ذلك اندلاع حرب شوارع حقيقية بين انصار الشواف من جهة,والشيوعيون من جهة اخرى,وقدقتل الشواف بواسطة ضربة جوية نفذها العقيدالطيارخالدسارة,وسرعان ما انتشرت قوات من البيشمركة الكردية في انحاء المدينة وساندت الشيوعيين,وانتهت المعركة سريعا بالقضاء التام على الانفصاليين,وتمت عملية انتقام وحشية من قبل المنتصرين,لاداعي لوصفها,لان الجميع سمع بها,وانا شاهد عيان,كنت طفلا صغيرا,لكن مارأيته بأم عيني خلق في داخلي عقدة خوف واشمئزازلم يزول تأثيرهاحتى اليوم,وزرع فتنة بين ابناء المدينة,تلتها عمليات اغنيالات وتصفيات جسدية
اكتب هذه المقالة من اجل التذكير بحقيقة ماتم يوم 14 تموز1958,حين انقلب ضباط على نظام الحكم الملكي,في مجزرة يندى لها الجبين,والتي لازال البعض يسميها ثورة,بينماتأكد للجميع ان حقيقة ماجرى كان عبارة عن عملية اسقاط نظام حكم مدني,وعسكرة المجتمع,وتحويل الشغب الى احزاب متناحرة,كل ذلك من اجل السيطرة والتحكم بمقدرات الشعب باسم الحزبية,وللاسف كان سلوك جميع الاحزاب دموي ارهابي,وغاية في العنف,وادى الى انقسام المجتمع وضاعت اللحمة الوطنية,وانهارت القيم,
لقد تبين واضحا من خلال مجريات الاحداث ان من قام ب14تموز,كانوا خليطا من المتنافضين ,والذين لااجندة ادارية لديهم ولافهم باصول الحكم ولادراية بالعمل السياسي الحقيقي,وقد بدأ التناقض واضحا بعدشهرين فقط من 14تموز,حين قام نائب رئيس الوزراء عبد السلام عارف بزيارة الموصل,اجتمع بالجماهير,فهتف له الشوعيون بشعاراتهم,فنهرهم,ونبين انه ذواتجاه قومي,ذلك شجع القوميون على الهتاف بشعارات مناقضة,فايدهم,ومنذ ذلك الوقت دب الخلاف ونمى وكبر,
,ثم ادى الى تمرد الشواف,وتصفية معظم قادة تموز عن طريق القتل,والاعدامات,وبعد ذلك انتقم اعداء عبد الكريم قاسم,منه ومن الشيوعيين,عندما اطاحوا بحكمه يوم 8شباط 1963,وماتلاها من ارتكاب مجازر مقرفة ضد من وقف ضد تلك المحاولة الانقلابية,
وهكذا استمر العراق ينزف,وتتوالى الانقلابات,حتى سقط الوطن تحت اقسى حكم ديكتاتوري,وقائد متطرف اعماه جنون العظمة,حتى خيل له انه يستطيع ان يقارع اقوى دولة في العالم,واعطى بذلك العذر,والمبررلامريكا لان تحتل العراق,وتعذب شعبه,تتركه تحت رحمة الفاسدين الذين,سرقوا ثرواته ودمروا كل مابناه الاسلاف
واليوم,بالغم من كل ماحدث,نرى البعض لازال سف لازال لم يتعض بماجرى ولم يفهم الدرس,ولازال يعتمد نظرية المؤامرة,ولايعي ان السياسة هي فن الممكن,وبتبني شعارات خيالية وهمية غيرقابلة للتطبيق على ارض الواقع,
واحسب تقديري وتقييمي الشخصي,فأنا ارى أن 14تموز كانت في الحقيقة ,بمثابة فتحة في جدارجهنم,واستمرت بالاتساع,حتى انهارالجدارتماما بعد 9نيسان 2003,واصيح العراقيون يعيشون في لهيب نار مستعرة,
ويقينا لن يستقيم حال العراق والعراقيين,مادام هناك جيل لم يفهم ماحدث,ولم يتعض من الدروس,ولايعتمدالعقل والمنطق بدلا من العاطفة,والطوباوية والخيال المدمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here