“تناقضات بايدن”: انتقد عدم اسقاط صدام في 1990 ولم يسلح أوكرانيا هجوميا


انتقدت صحيفة “واشنطن اكزماينر” الامريكية المواقف المتناقضة فيما يتعلق بالحروب، والتي يتخذها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مثلما فعل بموقفه االقديم من غزو العراق، والان مع موقفه من الحرب الروسية في أوكرانيا.

واشار التقرير الأمريكي الى تصويت بايدن قبل 20 عاما لصالح شن الحرب في العراق، مضيفا أنه بخلاف هيلاري كلينتون (المرشحة السابقة للرئاسة)، فان تصويته هذا لم يمنعه من الوصول لاحقا الى البيت الابيض. وانتقد التقرير ما وصفه ب”الحقيبة المختلطة” من حيث التنبؤات بأفعال بايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة.

ولفت التقرير الذي إلى أنه كان ينظر الى بايدن على أنه “صقر” ليبرالي خلال السنوات الـ 36 التي أمضاها في مجلس الشيوخ، على الرغم من أنه غالبًا ما كان يسير متناغما مع التيار الديمقراطي. وتابع ان بايدن صوت ضد حرب الخليج الأولى، ولكن بعد ذلك انتقد الرئيس جورج بوش الأب لعدم ذهابه إلى بغداد لإسقاط صدام حسين. واشار التقرير الى ان العراق كان يمثل جزءا كبيرا من حملة التقدميين الانتقادية ضد بايدن خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020، ولكن لم يكن تأثيرها كبيرا.

وتابع التقرير؛ أنه بغض النظر عما يمكن قوله حول انسحاب بايدن من أفغانستان، فإنه لم يحكم بصفته “صقرا” ليبراليا عندما قرر انتهاء أطول حرب خاضتها أمريكا. واضاف ان مقاربة بايدن للحرب في أوكرانيا، كانت أكثر تعقيدا، حيث أنه يسعى لزيادة تكاليف الغزو على الروس، من دون انخراط الولايات المتحدة او قوات الناتو بشكل مباشر في القتال.

لكن التقرير اشار الى ان تعرض بايدن لانتقادات لقيامه بجر الولايات المتحدة إلى حرب بالوكالة مع روسيا، المسلحة نوويا، من دون مبدأ محدد أو خطة تحدد نهاية اللعبة، وايضا لانه ليس قادرا على مساعدة كييف على تحقيق النصر.

واوضح التقرير ان من بين الانتقادات الموجهة ضد بايدن، أنه كان من أواخر الزعماء الذين زاروا كييف والتقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأنه عندما قام بذلك خلال وجوده في أوروبا لإجراء محادثات دولية، تعرض للسخرية لأنه لم يكن في أوهايو لمعاينة كارثة تحطم القطار الذي خرج عن مساره، وذلك في اشارة الى الرئيس السابق دونالد ترامب الذي توجه إلى موقع الحادث ووجه كلامه الى بايدن قائلا “تعال إلى هنا”.

وتحدث التقرير عن بعض الانقسامات داخل الحزب الجمهوري حيث تتنامى حركة شعبوية تنشط داخل الحزب، يدعمها ترامب، والتي انضمت إلى الجناح الليبرالي في التعبير عن انتقاداتها للمساعدات الخارجية والحروب. وفي المقابل، لا يزال هناك “صقور” مؤثرون داخل الحزب الجمهوري يميلون إلى اعتبار سياسة بايدن الخارجية شديدة الهشاشة.

وفي هذا السياق، أشار التقرير الى مبادرة مجموعة من المشرعين الجمهوريين لإدانة انسحاب بايدن من أفغانستان، وهي قضية تخضع الآن للتحقيق من قبل الاغلبية الجديدة في مجلس النواب.

وكان بايدن قال عند إعلان قراره بالانسحاب ان “التهديد الإرهابي انتشر اليوم خارج أفغانستان، ولذلك نحن نعيد ترتيب مواردنا وتكييف موقفنا لمكافحة الارهاب لمواجهة التهديدات حيث هي الآن اعلى بكثير: في جنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا”.

وذكّر التقرير بان بايدن صوت لصالح الإيذان بشن الحرب في أفغانستان ردا على هجمات 11 ايلول/سبتمبر، الا ان دوره في حرب العراق كان اكبر. فهو لم يصوت فقط للسماح بالغزو، ولكن بصفته أكبر ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لعب دورا كبيرا في تأمين التفويض الموسع لاستخدام القوة العسكرية التي سعى الرئيس بوش للعمل من خلالها من أجل تغيير النظام.

واعتبر التقرير؛ أن بايدن وغيره من كبار الديمقراطيين الذين صوتوا لصالح السماح بالحرب، والتي تضمنت نصف الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ في ذلك الوقت، يعتبرون على الأقل بنفس أهمية نائب الرئيس ديك تشيني وحلفائه فيما يتعلق بقضية الغزو.

وذكر التقرير بتصريحات بايدن وقتها عندما قال انه “في تقديري، فإن الرئيس بوش محق في قلقه بشأن سعي صدام حسين الحثيث لامتلاك اسلحة الدمار الشامل وامكانية استخدامها او مشاركتها مع الإرهابيين”.

وتابع بايدن قائلا انه “يجب نزع هذه الاسلحة عن صدام حسين او اخراج صدام حسين من السلطة”.

وللتأكيد على تناقضات بايدن، قال التقرير إن كما فعل في حرب الخليج الأولى، فإنه تخلى في النهاية عن تصويته هذا عندما أصبحت الحرب لا تحظى بشعبية. واضاف انه بايدن بعدما أصبح رئيسا، سعى لاستكمال تحوله بالبقاء بعيدا عن الشرق الأوسط. وذكر التقرير بتصريحات بايدن عندما قال انه “عندما اتخذت القرار بإنهاء التدخل العسكري الامريكي في افغانستان، اعتبرت أنه ليس من المصلحة الوطنية للولايات المتحدة”، مستشهدا بحجج واقعية ضد استمرار الوجود العسكري هناك.

وخلص التقرير الى القول ان ما يحدث في أوكرانيا قد يكون أكثر دلالة على وجود هذه الاستمرارية في نهج بايدن بين تصويته حول حرب العراق وبين سجله الرئاسي.

واوضح التقرير؛ ان تحمل بايدن جزءا كبيرا من تكاليف الدفاع عن أوكرانيا مع ترك تحديد “نهاية اللعبة” بدرجة كبيرة لكييف، ادى الى تعرضه لاتهامات بأنه ضيع فرصة تقاسم الاعباء بدرجة اكبر مع الحلفاء الأوروبيين، كما تسبب امتناعه عن توفير أسلحة هجومية للقوات الاوكرانية، الى جعل منتقدين آخرين يشككون في عمق التزامه بإلحاق الهزيمة بروسيا.

وختم التقرير بالقول إن أعضاء كلا المعسكرين، الديمقراطي والجمهوري، ينقلون عن وزير الدفاع السابق روبرت جيتس، ما قاله في العام 2014، “اعتقد انه (بايدن) كان مخطئا في كل قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي الرئيسية تقريبا على مدى العقود الاربعة الماضية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here