تطبيع العلاقات الإيرانية ــ السعودية سوف لن يكن له تأثيرا إيجابيا على الأوضاع العراقية الراهنة

تطبيع العلاقات الإيرانية ــ السعودية سوف لن يكن له تأثيرا إيجابيا على الأوضاع العراقية الراهنة *

بقلم مهدي قاسم

من المعلوم للكثير ، لم يكن الصراع الإيراني ــ السعودي في المنطقة العربية و الدول و الإسلامية ، صراعا مذهبيا في جوهره وحقيقته ، بقدر ما كان صراعا سياسيا واضحا ، ضمن إطار من تنافس شديد ودموي يسعى ــ بواسطة مُيريدن وأتباع وعملاء محليين ــ إلى بسط النفوذ السياسي والأمني والاقتصادي على بلد معين للهيمنة عليه هيمنة كاملة ، مثلما تفعل إيران حاليا في العراق مثلا وليس حصرا .

ومثلما كانت تفعل السعودية سابقا في لبنان ..

مع الفارق إن النفوذ الإيراني السياسي الطاغي في العراق في الوقت الراهن قد ساهم في تدمير البلد و ضياعه المحتمل ، من حيث أضحى أشبه بافغانستان أو الصومال من ناحية فقر وتخلف وبطالة و سوء الخدمات ..

بينما النفوذ السعودي كان يساهم سابقا ــ مهما بدا هذا الأمر غريبا لبعض ــ ــ في تنمية الوضع الاقتصادي لبنان وازدهاره الدائم حتى سَمي بـ سويسرا الشرق ..

وقد زادت هذه المساهمة السعودية في عهد حكومة الحريري الذي ذهب ضحية لعملية تفجير ضخمة كان المتهم الرئيس في ترتيبها وتنفيذها حزب الله اللبناني الموالي للنظام الإيراني ..

هذا ………………………..

قبل أن يهيمن على الوضع اللبناني حزب الله بقوة ميليشياته و صواريخه الجبارة ويخلق من خلال ذلك أمر واقع سياسيا قائما على قوة السلاح ليطيح من خلال ذلك بحظ لبنان إلى أسفل درجات الفقر و الأزمات السياسية الخانقة ، مثلما حاله المتردي جدا و المزري كثيرا الآن ..

ربما السبب في الاهتمام السعودي بلبنان ، كان يرجع إلى كون أمراء الأسرة السعودية الحاكمة و كذلك باقي الأسر الخليجية الحاكمة الأخرى كانوا يصطفون في لبنان صيفا ، وربما شتاء أيضا ، و من المحتمل لهذا السبب أيضا كان يهمهم أن يزدهر الوضع الاقتصادي في لبنان بشيء جيد ومقبول دوما ..

عودة إلى موضوعنا الراهن : فإن الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية وتطبيعها بين إيران و السعودية سوف لن يؤثر إيجابيا على الوضع السياسي العراقي الراهن ـ حسب اعتقادي ــ إنما من المحتمل ستبقى إيران باسطة نفوذها القوي على كل من العراق ولبنان وسوريا وتكتفي بذلك ، مع إعطاء تعهد بعدم سعي عنيد لمحاولة زعزعة الأوضاع السياسية الداخلية في بعض بلدان الخليج ، حيث توجد أقليات ” شيعية ” في السعودية والبحرين والكويت ، فضلا عن اليمن ..

و هذا يعني إن العراق سوف لن ينجو من الهيمنة الإيرانية على مقدراته ، سواء تنازع النظام الإيراني مع بلدان أخرى أو تصالح معها ..

إنها للعنة قدر رهيبة أن تكون لنا جارة طماعة و جشعة مثل إيران ..

و فوق ذلك أن تكون لها بيادقها المحلية التافهة التي تخدم مصالحها في العراق بكل حمية ومثابرة..

*هامش ( إيران والسعودية يستأنفان علاقاتهما الثنائية ويشكران ثلاث دول بينها العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here