علاء كرم الله
لم يترك الله عز وعلا لغيرنا نحن المسلمون مثلما ترك لنا البقية الطاهرة من صلب الرسول العظيم محمد خاتم الأنبياء ألا وهم الأئمة الأطهارعترة الرسول وذريته الصالحة عليهم وعلى جدهم أفضل السلام واللذين خصهم الله بكل شيء يحبه ونزههم من الزلل والخطأ وطهرهم من الرجس 0 ومن الطبيعي أن يسير هؤلاء الصفوة المختارة على نهج جدهم العظيم محمد في هداية الناس نحو الخير ، فهم عنوان للسلام والمحبة والصفاء والتآخي والعفو والتسامح ، وهم بحق أمتداد لمدرسة الأخلاق العظيمة لجدهم النبي الكريم محمد القائل ( جئت لكي أتمم مكارم الأخلاق) والذي قال له الله عز وعلا ( أنك لعلى خلق عظيم) ، لذا حرصوا على نشر الفضائل ومكارم الأخلاق بين الناس 0 وتفرد الأمام الحسين عليه أفضل السلام عن بقية الأئمة الأطهار بمأثرة كبيرة تحدث عنها التاريخ منذ 1400 سنة وسيظل يتحدث عنها الى قيام الساعة ، ألا وهي واقعة الطف التاريخية المؤلمة والمعروفة ، حيث نذر نفسه وروحه وعياله من أجل تقويم الأعوجاج ولرأب الصدع الذي ظهر على دين جده محمد العظيم في زمن الدولة الأموية وتحديدا فترة خلافة يزيد بن معاوية ، وأنتهت تلك المأثرة والملحمة البطولية بأنتصار الأمام الحسين ع رغم أستشهاده! ، عندما أنتصر دمه الطهور على سيف الباطل ، ورغم أن السيوف أخذته وحزت رأسه الشريف ألا أن دين جده دين الأسلام عاد قويا وأستقام من الأعوجاج وحدث ذلك كله بمشيئة الله وأرادته 0 لذا تكتسب زيارة الأمام الحسين ع قدسية كبيرة وطقس خاص ، تناقلته الأجيال جيل بعد جيل منذ 1400 سنة ولحد الآن 0 فالناس تذهب لزيارة الأمام الحسين والتبرك به لما له من وجاهة ومنزلة عظيمة وكبيرة عند الله لاسيما وأنه هو وأخيه الحسن عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة ، وهنا لا بد من التوضيح (صحيح أن الدعاء الى الله لا يحتاج الى واسطة! ، ولكن هؤلاء الأئمة الأطهار وتحديدا الأمام الحسين ع هم أهل الكساء الذين خصهم الله عز وعلا بمكانة ومنزلة كبيرة ، هم وذريتهم الطاهرة فهم أحب خلقه أليه بأجماع كل المراجع والمذاهب ، لذا يكون الدعاء من الله في أضرحة الأئمة الأطهار ومراقدهم عليهما السلام ، مستحب ومقبول ولا حرام فيه كما يظن البعض! 0 ولكن ومع الأسف هناك بعض الزوار الذين يجهلون الكثير من أداب الزيارة والدعاء عند زيارتهم لمرقد الأمام الحسين ع فمثلا نسمع بعض النسوة ( تدعو الأمام الحسين أن ينتقم من زوجة أبنها! لأنها غير طيبة وكثيرة المشاكل معها ولأنها سرقت أبنها منها! ، والأخر يدعو الأمام الحسين ع أن ينتقم من صاحب البيت الذي يسكن فيه لأنه رفع أيجار البيت عليه! وآخر يدعو الأمام أن ينتقم من جاره وأن لا يعود سالما من سفره لكون لديه مشكلة معه! وغيرها وغيرها من الأدعية) ، التي بقدر ما تثير السخرية تثير الألم لكون هؤلاء من الجهلة وهم ليسوا بالقلة القليلة! الذين لا يعرفون قيمة ومنزلة الأمام الحسين ع وهم في حقيقة الأمر يسيئون كثيرا للأئمة الأطهار بمثل هذه الأدعية والمواقف وبغيرها ومثلها من الصور والمشاهد 0 أن العراقيين معروفين منذ التاريخ بأنهم أهل كرم وضيافة وأحترام لكل زائريهم وضيوفهم من أية بقعة كانوا ، وبطولة خليجي 25 لكرة القدم التي جرت أخيرا في العراق في محافظة البصرة ، خير شاهد ودليل على تلك الطيبة وذلك الكرم ، فما بالك بزوار وضيوف الأمام الحسين ع 0 مع الأسف أنتشر قبل أيام على مواقع التواصل الأجتماعي فيديو يظهر قيام بعض الأخوة الزائرين لمرقد الأمام الحسين ع ، بسب ولعن الصحابة والخلفاء ( أبا بكر وعمر)! ، وبصوت عال مما أحدث أرباكا ولفت الأنظار والأنتباه من بقية الزوار الذين لم يعهدوا ولم يسمعوا أن أحدا من قبل قد سب وشتم ولعن الصحابة وهو داخل ضريح الأمام الحسين ع؟! ، فطلب أحد الأخوة الزوار من ((هذا الشخص الذي كان يسب ويلعن ويردد من كان معه السب والشتم واللعن!))، أن يمتنع عن ذلك ، بأعتبار أن هذا لا يجوز وحرام فهم صحابة النبي العظيم ص والأهم من كل ذلك ، أنه لا يجوز ذلك أحتراما لمقام الأمام الحسين ع ، وكاد الأمر أن يتطور الى مالا يحمد عقباه! وتحدث مشكلة كبيرة لولا تدخل العقلاء من الزوار الذين عملوا على تهدأة الموقف ، وأطفأ الله بنوره وببركة الأمام الحسين ع نار هذا التصرف غير الطيب والمرفوض من قبل جميع زوار الأمام الحسين ع وتم أحتواء الأمر والحمد لله 0 أن الغالبية العظمى من العراقيين وغالبية زوار الأمام الحسين ع يرفضون هكذا تصرف أحتراما لمقام الأمام الحسين ع قبل أن يكون أحتراما للشخص نفسه ، فأنت أيها الزائر الكريم ، قطعت ألاف الكيلومترات لتزور الأمام الحسين ع ، من أجل أن تسب وتشتم وتلعن وتدعوا بالسوء !؟ فهذا عيب كبير لا يليق بقدسية المكان وصاحبه ولا بالزائر نفسه! 0 نقول لمن يريد ويصر ومقتنع ان يسب ويشتم ويلعن ويدعوا بالسوء على فلان وعلان أن يقوم بذلك في بيته ومع نفسه وحتى وهو يصلي!! المهم أن يكون بعيدا عن أعين الناس ، وليس في أضرحة الأئمة الأطهار ع ، الذين هم عنوان كبير للأخلاق الحميدة والمحبة والتسامح والعفو والرحمة والألفة ، فقد بعثهم الله ليكونوا رحمة للناس أجمعين وليس للأنتقام والثأر! ، أرى وقد يتفق معي غالبية العراقيين بأنه من غير اللائق ومن المعيب أن تسب وتشتم وتلعن وتدعو بالسوء على أي شخص كان ، أثناء زيارة الأئمة الأطهار عليهم أفضل السلام أكراما وأحتراما لمقامهم الشريف 0 حفظ الله العراق وشعبه من كل مكروه وسوء ، والله من وراء القصد 0 ولله الأمر من قبل ومن بعد 0
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط