جمال مصنّع و انوثة بلاستيكية !..

جمال مصنّع و انوثة بلاستيكية !..

بقلم مهدي قاسم

يكاد يكون زمنا بعيدا ذاك ، عندما كان الجمال يتألق بنقائه الطبيعي ..
كعذوبة ينابيع جبلية رقراقة وصافية بطعمها الحلو و نكهتها الطيبة …………..
جمال يشع بعفوية وو إشراقا وحيوية ، بكل نقاوة بلورية شفافة ..
روحا و جسدا على حد سواء ..
جمال اصيل كأصالة جمال الطبيعة ذاتها ..
بلا زخرفة .. دون رتوش .. أو ركام سمج من مكياج غليظ ..
أي مقارنة بكثرة ” الجمال ” المزيف و المغشوش المصطنع في هذه الأيام..
جنبا إلى جنب مع انوثة بلاستيكية باردة وباهتة ..
حتى أخذنا نشك بجمال أية امرأة جميلة ملفتة عندما نراها مصادفة هي تمر ماضية بكل غرور و كبرياء متباهية بجمالها الملفت و الفريد ، لنتساءل مع أنفسنا :
ــ هل حقا هي جميلة هكذا ، كهبة من عطايا الله أو الطبيعة ؟..
أم أنه مجرد جمال بلاستيكي مصنّع ، بشكل ملفت و هجين ..
أو من أفاعيل مكياج ، و من ” معجزات ” عمليات تجميل من نفخ و ترقيع وتفسيخ وإعادة تركيب بقطع غيار مطاطية وحقن لتجميل و تكبير شفاه لتصبح منفوخة و لكن بشكل مثير للقرف حقا ، أكثر مما هي مثيرة لرغبات و شهوات جنسية لإثارة الرجال ، كما القصد الكامن والواضح من وراء ذلك …
دون الحديث عن كثرة نهود كبيرة ، ضخمة ومتهدلة كضرع بقرة هولندية ..
طبعا برفقة مؤخرة مكتنزة مصنعة كوسادة كبيرة من ريش نعام ؟..
طبعا بفضل مشرط جرّاح بارع ..
ثم نأخذ نتحسر على تلك الأيام الخوالي ، حينما كنا نرى الجمال الانثوي بأصالته الحقيقية ، وكما هو فعلا ، دون أن تأخذنا الظنون والهواجس بعيدا من شك وعدم قناعة بحقيقة و اصالة جمال هذه أم تلك من آنسات و سيدات ..
ها هو العالم يندفع مجنونا في مهب الصرعات الجسدية ، مهووسا في نوبة تشويه الأنوثة البشرية في الصميم ..
لتبدو في النهاية وكأنها دمية صينية لإثارة جنسية فحسب ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here