كان مصطفى الكاظمي أبنا لهذا النظام الهجين وخادما له

كان مصطفى الكاظمي أبنا لهذا النظام الهجين وخادما له

بقلم مهدي قاسم

كنوع من رد فعل على الاتهامات التي وُجهت لوزرائه ومسؤولي مكتبه بتورطهم بالفساد قال رئيس الحكومة العراقية السابق مصطفى الكاظمي مصرحا لجريدة الشرق الأوسط ما معناه أن أكثر “600 مليار دولار ” قد اختفت من خزينة الدولة بين سرقة واختلاس وهدر و غير ذلك ، عبر قنوات وشبكات الفساد المنتشرة منذ عهود الحكومات السابقة ..

دون أن يضيف شيئا جديدا من معلومات غير معروفة على هذا الصعيد ، فالشارع العراقي قد أضحى مطلعا على مثل هذه الأرقام الهائلة للمبالغ الطائلة من عمليات النهب المنظم للمال العام ..

إنما السؤال المهم الذي يخطر على بال المواطن العادي هو :

ــ إذا كان مصطفى الكاظمي على بينة ودراية ــ وهو كذلك فعلا ــ على اختفاء هذه المبالغ الطائلة سرقة واختلاسا و هدرا ، فلماذا لم يبذل جهدا جديا و صادقا مخلصا لمحاسبة الفاسدين قضائيا ، وفي نفس الوقت القيام بخطوات و إجراءات قانونية محلية ودولية في آن لاسترجاع تلك المبالغ الكبيرة المسروقة ( علما كتبنا عدة مقالات بهذا الخصوص وقلنا هناك شركات عالمية خاصة تمتلك أجهزة تقنية تستطيع تعقب أثار أموال مسروقة عبر تحويلات بنكية ، فضلا عن حقوقيين ومستشارين وعلاقات بنكية دولية متشابكة ، يمكنها استرجاع المبالغ المسروقة ــ مقابل كذا مائة من مكافأة أو عمولة يتفق عليها الطرفان ، ولا سيما أنه قد سبق لمثل هذه الشركات قد استعادت مبالغ مسروقة لحكومات كلفتها بمهمة القيام بهذا الواجب القانوني المشروع ) ..

علما إن مصطفى الكاظمي ، بصفته رئيسا سابقا لجهاز المخابرات ، كانت لديه ملفات كبيرة قد جمعها عن لصوصية الأحزاب والتنظيمات الحاكمة والمتوّرطة ــ تمرغا ــ حتى قمة الرأس في مستنقع الفساد ، وتورط بعضها الآخر في أعمال وجرائم قتل وخطف واغتيال ضد المتظاهرين التشرينيين من أجل الإصلاح ، جمعها هو ربما كنوع من تحوط أو إجراء سبق مستقبلي ، حيث كان بإمكانه سابقا و الآن ، بل و حتى مستقبلا أن يفتح هذه الملفات كاشفا بأرقام ومصادر موثوقة حقيقة هذه اللصوصية الاستثنائية و غير المسبوقة في العالم حتى الآن ..

ولكن بدلا من أن يفعل ذلك أنهى عهده ملوثا سمعةحكومته بوحل سرقة كبرى وصارخة سُميت ب” سرقة القرن ” !..

ولا عجب في ذلك إطلاقا من حيث أنه لم يقدم على فتح تلك الملفات ..

فمصطفى الكاظمي كان ابنا سياسيا لهذا النظام المشوه والهجين الذي هو أقرب إلى شبكات عصابات الإجرام المنظم منه إلى نظام سياسي ذات مؤسسات القانون المعتبرة ..

بل كان أحد خدامه و حراسه الأمينين والمخلصين ..

و إلا فكان عليه أن يرفض منذ البداية في أن يكون برغيا شغّالا في ماكنة هذا نظام العصابات اللصوصية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here