حمزة الحسن
” الحب هو ألا يكون لنا أن نقول أبداً اننا آسفون”.
* أريك سيغال.
قصة حب رواية أريك سيغال الأمريكي نشرت عام 1970،
وكانت حدثاً أدبياً لأن سيغال ذكّر المجتمع الامريكي ان عاطفة عظيمة غائبة
في مجتمع نفعي استهلاكي،
سرعان ما تلقفها آرثر ميللر وحولها الى فيلم حصل على جائزة الاوسكار ،
حاول سيغال متابعة شخوصه في رواية أخرى” أوليفر” ولم ينجح،
في قصة حب اعاد سيغال من خلال قصة حب نظيفة رعوية بين فتاة فقيرة وشاب غني أن يذكر ان الحب قضية تستقطب أنبل ما في الانسان من نبل وجمال وبراءة وتستحق التضحية،
وعبارة ” إننا آسفون” لا تقال عن حب حقيقي بصرف النظر عن النهايات.
قبلها بعام نشر بيار دوشين الفرنسي رواية” الموت ، حبا” واعتبرت وقتها تذكيرا على ان الضمير الفرنسي حي ويقظ رغم مجتمع الاستهلاك،
وجاءت على خلفية اضرابات وانتفاضة مايس/ مايو 1968 التي عصفت بالنظام وباريس تحترق،
من خلال تحالف الطلاب والعمال والمثقفين،
لكن فكرة التضحية محورية عندما تقف العائلة والشرطة والقضاة والاصدقاء ضد العاشقين بسبب فارق السن لكن دانيال وجيرار يمضيان في التحدي حتى الموت.
تحولت الى فيلم من اخراج اندريه خياط طاف العالم وصارت دانيال وجيرار رمزاً للاخلاص الجسدي والروحي والاخلاقي أكثر من أي شخصيات واقعية.
في الروايتين الحب هو التيمة أو البؤرة المحورية لكن من خلال هذه التيمة نتعرف على تاريخ وعادات وقيم وأوضاع مجتمعات في لحظة منعطف،
عكس ما نقرأه في الروايات العربية من خطابات وشعارات سياسية تفرغ الانسان من العواطف النظيفة أو المشاعر الحية كما لو انه مفرغ من الحياة
قد يكون نجيب محفوظ استثناء عبقرياً في تكثيف القضايا الكبرى من خلال قصص الحب
ميرامار ، مثلاً.
الموت حبأ في المجتمعات الحية يتحول الى بطولة،
وفي المجتمعات المؤدلجة الى معارة.