إذا سكتتَ ستموت قهرا وغّما وإذا انتفضتَ ستموت اغتيالا

إذا سكتتَ ستموت قهرا وغّما وإذا انتفضتَ ستموت اغتيالا

بقلم مهدي قاسم

لا زالت قوى الإجرام الظلامية الملفعة بوشاح ديني وطائفي تواصل عمليات قتلها واغتيالها بحق الناشطين المدنيين المنتفضين الشرفاء الذين يرفضون مظاهر الفساد واللصوصية والخيانة الوطنية ، ويسعون في الوقت نفسه نحو الإصلاح والمستقبل الأفضل للعراق ..

و كأنما امتدادا لقتل مئات من المتظاهرين التشرينيين ، أقدمت هذه القوى الظلامية لعصابات الإجرام المنظم المتحكمة حاليا بمصير العراق في هذه المرة أيضا على قتل أثنين من التدريسيين في ذي قار : أحدهما طعنا بالسكين حتى الموت أما ثانيهما فبإعدام فوري بواسطة مسدس و دراجة نارية للهروب السريع ..

و حيث لا يمر أسبوع دون قتل أو اختطاف منتظاهر أو ناشط مدني ، في وسط صمت شعبي مريب ، حتى يبدو الأمر كأنما باتت مسألة عادية ، و طقسا يوميا ، ممارسة عمليات قتل الناس المعترضين على مظاهر الفساد والمحتجين على ظرف فقرهم المزرية فتجري عملية قتلهم ــ علنا ــ في الشوارع ، بل أحيانا أمام بيوتهم أيضا ، بكل تحد واستهتار فريدين ..

طبعا ، في توجه سافر وقمعي دموي لنشر أعمال الذعر والخوف والرعب بين الناس لكي يتقبلوا بفساد السلطة وأحزابها اللصوصية الحاكمة دون أي اعتراض أو احتجاج ..

وهو الأمر الذي يعني بكل وضوح ، كأنما تبليغا للعراقيين و تذكيرا بمحنتهم التاريخية الراهنة :

ــ إذاسكتتَ على ظروفك المزرية والبائسة ستموت قهرا وغّما وإذا انتفضتُ احتجاجا و بهدف التغيير فستموت اغتيالا !..

ولكن مع ذلك ، و رغم ذلك ، يوجد ثمة عراقيون شرفاء من أصحاب الغيرة الوطنية والكرامة الأدمية يحتجون و ينتفضون مع علمهم جيدا بفداحة النتائج المترتبة على ذلك ، بسبب ترصد قتلة ملثمين من القوى الظلامية المستنفرة دوما للقيام بأعمال القتل و الإجرام المتواصلة ..

ويبقى أن نقول : لقد برر مرارا كتّاب وصحفيون و إعلاميون من مرتزقة أحزاب السلطة الفاسدة ، عمليات قتل المتظاهرين بذريعة إنهم يقطعون الجسور ويحرقون الإطارات ، و يحتلون مؤسسات الدولة ..

طيب و الآن ؟ ..

ماذا يقولون أو يبررون عمليات قتل التدريسيين و الناشطين المدنيين الذين لا يتظاهرون ولا يقطعون الجسور أو يحتلون مؤسسات الدولة ؟..

هامش: ( مقتل تدريسيين بهجومين مسلحين منفصلين وسط الناصرية

افاد مصدر امني بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، اليوم الجمعة، بمقتل تدريسيين اثنين بهجومين مسلحين منفصلين وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة.

وابلغ المصدر وكالة شفق نيوز، بان ” مجهولين قاموا بقتل احد المعلمين الجامعيين ويلقب بـ(عباس سيراميك) بعدما اعترضوا طريقه في منطقة الحي العسكري وسط الناصرية وانهالوا عليه طعنا بسكاكين حادة”.

وبين المصدر، ان ” الجناة لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة الهوية، فيما نقلت جثة المجنى عليه للطب العدلي لإكمال الإجراءات القانونية لها “.

وفي حادث منفصل قُتل الأستاذ الجامعي (عقيل الناصري) الموظف في وزارة التربية بهجوم مسلح نفذه مجهولون يستقلون دراجة نارية بمنطقة الحي العسكري وسط مدينة الناصرية، بحسب المصدر ذاته.

وأوضح المصدر، أن الناصري أُصيب برصاصتين في الصدر والبطن، وقتل على الفور ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here