الفنانة بتول عزيز: لم أنل استحقاقي في أداء الأدوار..


حوار : محسن إبراهيم /

رغم أنها من الممثلات القليلات اللاتي ظهرن على شاشة التلفاز، إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة واضحة بحضورها الأنيق والشفاف في كل عمل شاركت فيه،, فمنذ بواكير حياتها، وبعمر التسع سنوات، ولجت عالم الإذاعة، ومن هناك كانت انطلاقتها. وقفت أمام عمالقة الفن العراقي آنذاك لتحقق نجاحاً واسعاً, فقد شاركت في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية، منها سهرتا (من سيكون معي)، و(أيلتقي الجبلان)، كما مثلت في مسلسلات (النسر وعيون المدينة) و(مناوي باشا) و(بيت الشمع) ومسرحيتي (مواسم الجفاف) و(أحلام الزمن الضائع).
ومابين الكيمياء والتمثيل، كان لنا هذ الحوار مع الفنانة بتول عزيز.
* من الكيمياء إلى التمثيل.. كيف جرى التمازج بين العالمين؟
– التمثيل هو الأساس بالنسبة لي, مع أني اتجهت إلى عالم الكيمياء، إذ كان طموحي أن أتخصص في الهندسة النفطية، لكن معدل القبول لم يسعفني، قبلت في كلية الهندسة في إحدى المحافظات، لكن لصعوبة وجودي خارج بغداد اضطررت إلى أن أدرس في كلية العلوم قسم الكيمياء, إذن الكيمياء هي التي أخذتني من التمثيل.
*عملتِ في الإذاعة أولاً.. هل تجدين أن الإذاعة هي الخطوة الأولى لصقل الموهبة؟
-الإذاعة مهمة جداً، إذ في بداياتنا كان التأكيد يتركز على الطفل، لذا تتلمذنا على أيدي أساتذة كبار أتقنّا من خلالهم اللغة ومخارج الحروف والأداء والإحساس الذي يجب أن توصله إلى المستمع من خلال المايكروفون, كل هذه الأمور من المؤكد أنها تصقل موهبة الفنان وتضيف له الكثير, بالنسبة لي فإن الإذاعة هي عالمي الجميل الذي استمتع جداً بالحضور فيه.
*سمعنا أنك موسيقية وتعزفين على أكثر من آلة ؟
-في رحلة الطفولة كنت منتمية إلى إحدى الفرق الموسيقية، وكانت فترة تدريب، تعلمت من خلالها العزف على آلتي الكمان والبيانو، لكن ليس بشكل محترف, لأن التمثيل كان هو الأهم بالنسبة لي, إذ أن موهبة التمثيل أخذتني من كل المواهب الأخرى، أو بالأحرى من الهوايات التي كنت أحب ممارستها، مثل الموسيقى وتقديم البرامج، فضلاً عن أن الوقت كان محدوداً جداً، إذ كان موزعاً بين التمثيل والدراسة، لذا تعذر علي أن أستمر في مجال الموسيقى.
*من رشحك لدورك الأول؟
-يعتقد البعض أن دوري الأول كان في مسلسل (النسر وعيون المدينة)، لكن الحقيقة أنه كان في سهرة (من يكون معي)، ففي العام 1976وقع علي الاختيار من قبل المخرج محمد يوسف الجنابي الذي أجرى اختباراً لاختيار الشخصية، وكانت هذه السهرة هي أول سهرة ملونة في تلفزيون العراق. ومن ثم توالت الأدوار، وفي مسلسل (النسر وعيون المدينة) كان الترشيح من قبل المخرج إبراهيم عبد الجليل بعد أن اشتركت معه في عمل (أيلتقي الجبلان)، وكانت عودة بعد انقطاع طويل، على الرغم من عدم قناعتي بالدور.
*وكيف كان شعورك حينها وأنت تقفين أمام عمالقة الفن العراقي؟
-وقفت أمام عمالقة الفن وأنا بعمر التسع سنوات، أمام الراحل جعفر السعدي والفنانة فوزية الشندي، وفي سهرة (من سيكون معي) مثلت أمام الفنانة سليمة خضير والفنان محسن العزاوي، والكثير من نجوم الفن العراقي, بداياتي كانت مع أسماء كبيرة، وبلا شك فإنه شعور عظيم أن تكون بين هؤلاء الفنانين الكبار، الذين يمدونك بإحساس العائلة الواحدة.
*من (النسر وعيون المدينة) وإلى الآن.. كيف تقيمين مسيرتك الفنية؟
-بعد (النسر وعيون المدينة) كان هناك انقطاع لما يقارب الـ 16 سنة، وكانت العودة في مسلسل (مناوي باشا)، ثم توالت الأعمال بعد ذلك، بعض الأعمال كانت لي فيها قناعة تامة، والبعض الآخر تولدت قناعتي فيها بعد العمل، وفي بعضها أحسست أنها ليست هي الأعمال التي أطمح لها، وللآن أتمنى أن أجسد دوراً أشعر بسعادة حقيقية من خلاله، دور أجد فيه استحقاقي، لكن –للأسف- حتى الآن لم يتوفر لي هذا الدور.
*هل يخدم تعدد الشخصيات الفنان؟
-من الضروري جداً أن ينوع الفنان في اختيار الشخصيات التي يؤديها، لكن أحياناً، وحين تنجح في عمل معين، فإن معظم المخرجين ستترسخ في أذهانهم ذات الشخصية التي نجحت فيها, وأنا لا أحبذ أن أحبس داخل شخصية واحدة، بل أن يكون هناك تنوع في الشخصيات، كذلك لا أميل إلى الأداء التقليدي، لأن المهم ترك بصمة، وليس تكرار الظهور، التنوع هو في حد ذاته اختبار لذاتي وقابليتي في تجسيد شخصيات متنوعة.
*الشخصية القاسية المستبدة.. كيف يمكن تأديتها من قبل ممثلة لا تمتلك مثل هذه الصفات؟
-لقد مثلت هذه الشخصية، وأنا أعتقد أن كل إنسان توجد في داخله هذه البذرة، لكن الغالبية تحاول أن تطغى عليها. تبرز هذه البذرة من خلال العمل الفني، فإذا كان الفنان حقيقياً فإنه ممكن أن يلعب هذه الشخصية بشكل صحيح.
*ما الذي تحتاجه الدراما العراقية حسب تجربتك؟
-الدراما العراقية بحاجة إلى الدعم، ولاسيما دعم الدولة، فإنه مهم جداً, كذلك اختيار نصوص قوية، وتنفيذ أعمال بنكهة عراقية خالصة، تتناول قضايا مجتمعنا، ومحاولة طرحها وتعريفها إلى المتلقي العربي، لكن يبقى الاحتياج الأهم هو دعم الدولة.
*بعيدة عن المسرح قريبة من التلفزيون.. ما السبب؟
-لدي الكثير من المشاركات في المسرح، لكن المشكلة تكمن في عملية الدعم، كما أسلفت، فضلاً عن أن المسرح بحاجة إلى جهد استثنائي، ولاسيما الأعمال الجادة، حين تعمل وتجتهد لمدة 3 أشهر من أجل عرض يوم واحد فقط، والأيام الأخرى في المهرجانات، وأنا يتعذر علي السفر، وأعتقد هذه الأسباب هي التي تجعلني بعيدة عن المسرح.
*من يبخس حق الفنان في رأيك، هل هو المنتج أم المخرج أم المؤسسة؟
-دعنا نبدأ بالمؤسسة، وكما قلت، فإن كان هناك دعم دولة لا يمكن للمنتج أن يبخس حق الفنان، المنتج المنفذ يمكن أن يقلل من أجر الفنان، وفي ذات الوقت قبول الفنانين بأجور قليلة لمجرد المشاركة، وهذا ما يمكن أن يؤثر على بقية الزملاء.
*تشاركين الآن في أعمال جديدة.. حدثينا عن هذه الأعمال؟
-أشارك حالياً في أعمال عدة، منها مسلسل (خان الذهب) مع سامي قفطان وأميرة جواد على قناة mbc الذي سيعرض في رمضان، كذلك أشارك في مسلسل (الكاتم)، ومسلسل (الماروت) مع محود أبو العباس ومقداد عبد الرضا وإخراج مهدي طالب، الذي سيعرض على قناة العراقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here